ما رأيته حين دخل ، فقال : إن جبريل كان عندي آنفا ، فقال لي يا محمد أتحبه؟ فقلت : يا جبريل أما من حب الدنيا فنعم ، قال : فإن أمتك ستقتله (٥٤ ـ ظ).
بعدك ، تريد أريك تربته يا محمد؟ فدفع إلى هذا التراب ، قالت أم سلمة : فأخذته فجعلته في قارورة ، فأصبته يوم قتل الحسين وقد صار دما.
قالا : أنبأنا أبو بكر السمعاني قال : أخبرنا أبو سعد محمد بن محمد بن محمد المطرز قال : أخبرنا أبو نعيم الحافظ قال : حدثنا جعفر بن محمد بن محمد بن عمرو قال : حدثنا أبو حصين محمد بن الحسين قال : حدثنا يحيى بن عبد الحميد قال : حدثنا سليمان بن بلال عن كثير بن زيد عن المطلب بن عبد الله بن حنطب عن أم سلمة قالت : كان النبي صلى الله عليه وسلم جالسا ذات يوم فقال : لا يدخلن علي أحد فانتظرت فدخل الحسين ، فسمعت نشيج النبي صلى الله عليه وسلم يبكي فاطلعت فإذا الحسين في حجره ، أو الى جنبه يمسح رأسه وهو يبكي ، فقلت : والله ما علمت به حتى دخل ، قال النبي صلى الله عليه وسلم : إن جبريل كان معنا في البيت ، فقال : أتحبه؟ فقلت : من حب الدنيا فنعم ، فقال : إن أمتك ستقتل هذا بأرض يقال لها كربلاء ، فتناول جبريل من ترابها فأراه النبي صلى الله عليه وسلم ، فلما أحيط بالحسين حين قتل قال : ما اسم هذه الأرض؟ قالوا : أرض كربلاء ، قال : صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم أرض كرب وبلاء.
أخبرنا أبو القاسم عبد الرحيم بن الطفيل قال : أخبرنا الحافظ أبو طاهر الأصبهاني قال : أخبرنا أبو الحسين المبارك بن عبد الجبار الطيوري قال : أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن جعفر قال : أخبرنا أبو أحمد الدهان قال : حدثنا أبو علي الحافظ قال : حدثنا محمد بن علي قال : حدثنا سليمان بن عمر قال : حدثنا أبي عن أبي المهاجر عن عباد بن اسحاق عن هاشم (٥٥ ـ و) بن هاشم عن عبد الله بن وهب عن أم سلمة قالت : دخل علي رسول الله صلى الله عليه وسلم بيتي فقال : لا يدخل علي أحد ، فسمعت صوته ، فدخلت فإذا عنده حسين بن علي ، وإذا هو حزين يبكي فقلت : ما لك يا رسول الله؟ قال : أخبرني جبريل عليه السلام أن أمتي تقتل هذا بعدي ، فقلت : ومن يقتله ، فتناول مدرة ، فقال : أهل هذه المدرة يقتلونه.