أنبأنا أبو نصر القاضي قال : أخبرنا الحافظ أبو القاسم قال : أخبرنا أبو الفتوح عبد الخالق بن عبد الواسع بن عبد الهادي بن عبد الله الهروي ببغداد قال : أخبرنا أبو عبد الله محمد بن علي بن محمد بن علي بن عمير العميري قال : حدثنا أبو زكريا يحيى بن عمار بن يحيى بن عمار الشيباني إملاء قال : سمعت أبا بكر هبة الله بن الحسن القاضي بفارس قال : قرأت على الحارث بن عبيد الله عن اسحاق بن ابراهيم (٥٣ ـ ظ) قال : بلغني أن الحسين بن علي أتى مقابر الشهداء بالبقيع فطاف بها وقال :
ناديت سكان القبور فاسكتوا |
|
وأجابني عن صمتهم ندب الجثا |
قالت أتدري ما صنعت بساكني |
|
مزقت ألحمهم وخرقت الكسا |
وحشوت أعينهم ترابا بعدما |
|
كانت تأذى باليسير من القذي |
أما العظام فإنني فرقتها حتى |
|
تباينت المفاصل والشوا |
قطعت ذا من ذا ومن هذا كذا |
|
فتركتها رمما يطول بها البلى (١) |
أنبأنا أبو حفص عمر بن محمد بن طبرزد عن أبي غالب بن البناء قال : أخبرنا أبو الغنائم بن المأمون قال : أخبرنا أبو القاسم بن حبابة قال : أخبرنا أبو القاسم البغوي قال : حدثني يوسف بن موسى القطان قال : حدثنا محمد بن عبيد قال : حدثنا شرحبيل بن مدرك الجعفي عن عبد الله بن نجي عن أبيه أنه سار مع علي بن أبي طالب ، وكان صاحب مطهرته ، فلما حاذوا نينوى وهو منطلق الى صفين نادى علي : صبرا أبا عبد الله ، صبرا أبا عبد الله بشط الفرات ، قلت : ومن ذا أبا عبد الله؟ قال : دخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم وعيناه تفيضان ، فقلت : يا نبي الله أغضبك أحد ما شأن عينيك تفيضان؟ قال بل قام من عندي جبريل قبل فحدثني أن الحسين يقتل بشط الفرات ، وقال : هل لك أن أشمك من تربته؟ قال : قلت : نعم ، فمد يده فقبض قبضة من تراب فأعطانيها فلم ـ يعني ـ أملك عيني أن فاضتا. (٢)
أخبرنا أبو حفص عمر بن محمد المكتب قال : أخبرنا أبو القاسم بن الحصين
__________________
(١) المصدر نفسه : ١٦٣.
(٢) ابن عساكر ـ ترجمة الحسين : ١٦٥.