وهو مملق لا شيء معه؟ قال : علمنا المكارم ، فعاد أغنياؤنا على فقرائنا ، فاستوت الحال ، قال العتبي : وأعطى الحكم بن المطلب كل شيء يملكه حتى إذا نفد ما عنده ركب فرسه وأخذ رمحه يريد الغزو ، فمات بمنبج ، وفي ذلك يقول الشاعر ابن هرمه :
سألا عن الجود والمعروف أين هما |
|
فقيل إنهما ماتا مع الحكم |
ما ذا بمنبج لو تنبش مقابرها |
|
من التقدم بالمعروف والكرم |
قرأت بخط الأستاذ أبي الحسن علي بن هلال المعروف با بن البواب ، حدث ثعلب عن رجل من أهل منبج قال : قدم علينا الحكم بن المطلب بن عبد الله بن المطلب ابن حنطب وفقراؤنا كثيرون فأغنانا كلنا ، فقلت : كيف ذلك؟ قال : علمنا مكارم الأخلاق ، فعاد غنيّنا على فقيرنا فغنينا كلنا.
نقلت من نوادر أبي بكر الصولي بخط علي بن موسى بن اسحاق الرزاز وسماعه منه ، وأنبأنا أبو روح عبد المعز بن محمد بن أبي الفضل الهروي عن زاهر ابن طاهر قال : أخبرنا أبو القاسم (٢٣٩ ـ ظ) البندار في كتابه عن أبي أحمد المقرئ قال : أخبرنا أبو بكر محمد بن يحيى الصولي ـ إجازة ـ قال : حدثنا محمد بن زكريا الغلابي قال : حدثنا العتبي عن أبيه قال : قيل لنصيب : هرم شعرك ، قال : ما هرم إلا عطاؤكم من يعطيني كما أعطاني الحكم بن المطلب ، خرجت إليه وهو ساع على بعض صدقات المدينة فلما رأيته قلت :
أبا مروان لست بخارجي |
|
وليس قديم مجدك بانتحال |
أغرّ إذا الرواق انجاب عنه |
|
بدا مثل الهلال على المثال |
تراءاه العيون كما تراءى |
|
عشية فطرها وضح الهلال |
فأعطاني أربعمائة ضائنة ومائة بقجة وقال : ارفع فراشي فخذ ما تحته فأخذت مائين دنانبر.
قرأت في كتاب طبقات الشعراء المحدثين تأليف عبد الله بن المعتز في أخبار