مصاحبا محفوظا ، فقام الرجل من عنده يدعو له ويتشكر ، ولم يكن له همة إلا الرجوع الى أهله وانطلق (٢٣٦ ـ ظ) الحكم يشيعه ، فسار معه شيئا ، ثم قال له : كأني بزوجتك قد قالت لك : أين طرف العراق وبزها وخزها وعراضتها أما كان لنا معك نصيب؟ ثم أخرج صرة قد كان حملها معه فيها خمسمائة دينار ، فقال : أقسمت عليك إلا جعلت هذه عوضا من هدايا العراق وانصرف.
وأخبرنا بهذه الحكاية أبو حفص عمر بن طبرزد ـ إجازة ـ قال : أخبرنا أبو غالب أحد وأبو عبد الله يحيى ابنا الحسن ـ إجازة ان لم يكن سماعا ، منهما ، أو من أحدهما ـ قالا : أخبرنا محمد بن أحمد بن محمد قال أخبرنا محمد بن عبد الرحمن بن العباس قال : أخبرنا أحمد بن سليمان بن داوود قال : حدثنا الزبير بن بكار بن عبد الله قال : ومن ولده الحكم بن المطلب بن عبد الله بن المطلب بن حنطب ، كان من سادة قريش ووجوهها ، وكان ممدوحا وله يقول ابن هرمة في شعر كثير مدحه به :
لا عيب فيك يعاب إلا أنني |
|
أمسي عليك من المنون شفيقا |
إن القرابة منك يأمل أهلها |
|
صلة ويأمن غلظة وعقوقا |
يجدون وجهك يا ابن فرعي مالك |
|
سهلا إذا غلظ الوجوه طليقا |
وقال أيضا ابن هرمة يمدح الحكم بن المطلب :
فإن معشر بخلوا والتووا |
|
عليّ فرأيهم لم يصب |
فإن الإله كفاني التي |
|
تهمّ وسيب بني المطلب |
وكنت إذا جئتهم راغبا |
|
مجيء المصاب الى المحتسب |
(٢٣٧ ـ و)
أقروا بلا خلف حاجتي |
|
ألا مثل سائلهم لم يخب |
وكان يلي المساعي.
قال الزبير فأخبرني عمي مصعب بن عبد الله عن مصعب بن عثمان ، وذكر