فضلاءها وروى بها شيئا من شعره ، روى عنه من أهلها الشريف أبو السعادات ابن الشجري وعلي بن أحمد الدردائي ومحمد بن أسعد بن الحليم الفقيه الحنفي وعبد الرحمن بن محمد بن الاخوة.
وقال : كانت الوقعة بين السلطان محمود بن محمد بن ملكشاه ، وأخيه مسعود ابن محمد بن ملكشاه بباب همذان في عصر يوم الخميس تاسع عشر ربيع الاول من سنة أربع عشر وخمسمائة فانهزم مسعود وعسكره ، وأخذ من جملتهم الوزير أبو اسماعيل الطغرائي مأسورا الى حضرة السلطان محمود ، فأمر بقتله فقتل وقد جاوز الستين من عمره رحمه الله. (١).
كذا قال في نسبه أيضا الحسين بن علي بن عبد الصمد ، وأسقط اسم جده محمد ، وإنما نقله كذلك من المذيل لأبي سعد السمعاني ، والصحيح ما ذكرناه في أول الترجمة (١٢١ ـ ظ).
أنبأنا أبو الحسن علي بن محمد الشيباني المعروف بابن الاثير الجزري قال في تاريخه : كان الأستاذ أبو اسماعيل الحسين بن اسماعيل الطغرائي الأصبهاني قد اتصل بالملك مسعود فاستوزره فأشار على جيوشبك في جميع الجيوش لمحاربته ، وبلغ ذلك الى السلطان محمود ، فأرسل إليه والى أخيه مسعود
يرغبهما ويعدهما الاحسان إن عاودا الطاعة ويتهددهما إن أصرا على المعصية ، فلم يفعلا وسارا في العساكر الى السلطان ينتهزان الفرصة بقلة عسكره وتفرقهم ، فجمع من قرب إليه من عساكره ، فبلغت عدتهم نحو خمس عشرة ألف فارس والتقوا عند عقبة أسد (٢) أباذ في ربيع الاول من سنة أربع عشرة وخمسمائة فدام القتال بينهم الى الليل ، ثم انهزم الملك مسعود وجيوشبك ومن معهما وأسر جماعة من أمراء عسكرهما والأعيان منهم الأستاذ أبو اسماعيل الطغرائي وزير مسعود فقتله السلطان وقال : قد صح عندي فساد اعتقاده ودينه وكان قد جاوز ستين سنة (٣).
__________________
(١) انظر المستفاد من ذيل تاريخ بغداد لابن النجار : ٢٢٥ ـ ٢٢٧.
(٢) مدينة بينها وبين همذان مرحلة واحدة نحو العراق. معجم البلدان.
(٣) الكامل لابن الاثير ـ ط. القاهرة ـ مطبعة الاستقامة : ٨ / ٢٩١ ـ ٢٩٢.