ملك القناعة لا يخشى عليه ولا |
|
يحتاج فيه الى الأنصار والخول |
ترجو البقاء بدار لا ثبات لها |
|
فهل سمعت بظل غير منتقل |
ويا خبيرا على الأسرار مطلعا |
|
اصمت ففي الصمت منجاة عن الذلل |
قد رشحوك لأمر فطنت له |
|
فاربأ بنفسك أن ترعى مع الهمل (١) |
قلت : وهذه القصيدة من محاسن قصائدة لا بل من محاسن شعر أهل عصره يسميها الناس لامية العجم تفضيلا لها على غيرها من أشعار العجم كما سموا قصيدة الشنفرى التي أولها :
أقيموا بني أمي صدور مطيكم |
|
فإني الى قوم سواكم لأميل (٢) |
لامية العرب تفضيلا لها على غيرها من أشعار العرب ، نظمها ببغداد في سنة خمس وخمسمائة يفتخر فيها ويشكو الاغتراب وأورد فيها من الحكم ما لا يخفى على المتأمل من ذوي الألباب.
أخبرنا أبو هاشم قال : أخبرنا أبو سعد قال : سمعت اسماعيل بن أحمد بن اسماعيل الباخرزي ـ إملاء ـ يقول : دخل الأستاذ أبو اسماعيل المنشئ على بعض أكابر الدولة في مجلس الأنس فقدم إليه ثيابا رفيعة كرامة له ، فكره ذلك حتى عرف فيه وأنشأ (١١٨ ـ ظ) مرتجلا :
وما ساقني فقر إليك وإنما |
|
أبي لي عزوف النفس أن أعرف الفقرا |
ولكنني أبغي التشرف إنه سجية |
|
نفس حرة ملئت كبرا |
أخبرنا أبو هاشم الهاشمي قال : أخبرنا أبو سعد السمعاني قال : الحسين بن علي بن عبد الصمد الدئلي المنشئ أبو اسماعيل صدر العراق وشهرة الآفاق ، غزير الفضل لطيف الطبع ، جواد الخاطر ، حسن المعرفة باللغة والأدب ، أقوم أهل عصره بصنعة الشعر وإنشاء الرسائل ، وكان محترما كبير الشأن جليل القدر ، ورد بغداد
__________________
(١) الطغرائي ـ حياته ـ شعره ـ لاميته لعلي جواد الطاهر ـ ط. بغداد ١٩٦٣ : ٨٤ ـ ٩٤. ولم أستطع الوقوف على وشاح دمية القصر ولا على ترجمته في دمية القصر.
(٢) انظر وفيات الاعيان : ١ / ١٥٩. الانساب للسمعاني : ٥٤٣.