أخبرنا أبو هاشم الصالحي قال : أخبرنا عبد الكريم بن أبي بكر بن أبي المظفر قال : أنشدني أبو الفتح محمد بن علي بن محمد النطنزي ـ إملاء بمرو ـ وقال : أنشدني الاستاذ أبو اسماعيل المنشئ لنفسه :
هي العيس قودا في الأزمة تنفخ |
|
تمطى بها من عجمه الرمل برزخ |
فلين الدجى عن غرة الصبح فاغتدت |
|
بحيث التقى منها وقوف ونوخ |
كأن اللغام الجعد طار نساله |
|
على الجدل المرخاة برس مسبخ (١) |
عليها قطاف (٢) المشي أطول خطوها |
|
قذى الفتر (٣) إذ أدنى خطاهن فرسخ |
بدور أكنتها خدور يجنها جناح |
|
خدارى من الليل أفتخ (٤) |
فياظعنات الحي بالله عرجي |
|
على سلسل من عبرتي يتنضخ (٥) |
ويا نسمات الريح رفقا بمهجتي |
|
ففي القلب نار كلما هجت تنفخ |
ويا نار قلبي ما لجمرك كلما |
|
نضحت عليه الماء لا يتبوخ (٦) |
(١١٦ ـ و)
لكم في جنوب العرض مسرى ومسرح |
|
للحب في جنبي مرسى ومرسخ |
فمن مبلغ عني عداي ألوكة (٧) |
|
تؤم بها هام الا عادي وتشدخ |
أفي كل يوم جلبة من عداوة |
|
تقرف أو شوك من الضغن تنتخ (٨) |
ولسعة كيد لو يرام بنفثها |
|
مناكب رضوى أو شكت تتفسخ |
تطاولني قعس الضراب سفاهة |
|
وقد قصرت عني شماريخ بذخ |
وما راعني هدر (٩) الفحالة قبلكم |
|
فارتاع من رز البكارة تقلخ (١٠) |
__________________
(١) الذي عناه بهذا البيت هو : كأن زبد البعير الكثير الوبر المتطاير من فمه على زمامه قطن مبلل.
(٢) القطاف : تقارب الخطو في سرعة.
(٣) ضعف بالعين ومرض.
(٤) النتخ : استرخاء المفاصل ولينها.
(٥) نضخ الماء : اشتد فورانه ورشه.
(٦) باخ النار والغضب : سكن.
(٧) رسالة.
(٨) نتخ : نزع وقنع.
(٩) كتب ابن العديم قبالتها في الهامش : تهدر.
(١٠) رزت الجرادة : غرزت ذنبها في الارض لتبيض والرجل طعنه ، والبكارة : المرأة والناقة اذا ولدت بطنا واحدا. وقلخ : هدر وضرب يابسا على يابس. انظر ديوانه : ١١٥ ـ ١١٧.