الخيل موضوع وضعه بعض الزنادقة ليشنع به على أصحاب الحديث في روايتهم المستحيل ، فيقبله بعض من لا عقل له ، ورواه وهو مما يقطع ببطلانه شرعا وعقلا.
قال الحافظ أبو القاسم سمعت أبا الحسن علي بن أحمد بن منصور ، يحكي عن أبيه أبي العباس ، ح.
وأنبأنا به أبو القاسم عبد الصمد بن محمد عن أبي الحسن عن أبيه أبي العباس قال : لما ظهر من أبي علي الاهوازي الاكثار من الروايات في القراءات أتهم في ذلك ، فسار أبو الحسن رشاء بن نظيف ، وأبو القاسم بن الضراب وابن القماح الى العراق لكشف ما وقع في نفوسهم منه ووصلوا الى بغداد ، وقرأوا على بعض الشيوخ الذين روى عنهم الاهوازي ، وجاؤوا بالإجازات عنهم وبخطوطهم فمضى الاهوازي اليهم وسألهم أن يروه تلك الخطوط التي معهم ، ففعلوا (٢٨١ ـ ظ) ودفعوها اليه فأخذها وغير أسماء من سمي لتستتر دعواه ، فعادت عليه بركة القرآن فلم يفتضح ، هذا معنى ما سمعته يقول ، وبلغني عنه أنهم سألوا عنه بعض المقرئين الذين ذكر أنه قرأ عليهم وحلّوه له ، فقال : هذا الذي تذكرونه قد قرأ علي جزو أو نحوه.
قال أبو الحسن : وحدثني والدي أبو العباس قال : عاتبت أو عوتب أبو طاهر للواسطي المقرئ في القراءة على أبي علي الاهوازي ، فقال : أقرأ عليه العلم ، ولا أصدقه في حرف واحد.
قال أبو الحسن : وحدثني أبو طاهر محمد بن الحسن بن علي بن الملحي قال : كنت عند رشاء بن نظيف المقرئ العدل في داره على باب الجامع ، وله طاقة إلى الطريق فاطلع فيها وقال : قد عبر رجل كذاب ، فاطلعت فوجدته الاهوازي (١).
قرأت (٢) بخط الامام الحافظ أبي طاهر السلفي رحمه الله قال : وسمعت أبا محمد ـ يعني هبة الله بن أحمد بن عبد الله بن علي بن طاووس يقول : سمعت أبا القاسم بن أبي العلاء المصيصي يقول : قدم أبو علي الاهوازي دمشق وحضره رشاء
__________________
(١) تاريخ ابن عساكر : ٤ / ٢٤٠ ـ وـ ٢٤١ و.
(٢) هذه بداية ورقة ملحقة بالاصل أشار المصنف الى بداية الاخذ عنها في الوجه / ٢٨٢ ـ و/ قبل اكتماله.