والقصيدة طويلة ، فلما سمعها معز الدولة أمر باحضار شهود أشهدهم بتمليكه أبا الفتح الحسن بن عبد الله بن أحمد بن عبد الجبار بن أبي حصينة ضيعتين من أعمال حلب ومنبج ، فأثرى ، وحسنت حاله وعمر بحلب دارا وكتب على ازار روشنها :
دار بنيناها وعشنا بها |
|
في نعمة من آل مرداس |
وذكر الأبيات الثلاثة كما نقلتها من خط أسامة.
سمعت الأمير بدران بن جناح الدولة حسين بن مالك العقيلي قال : قال لي الخطيب (٢٥٠ ـ و) هاشم خطيب حلب : لما بنى ابن أبي حصينة داره وكتب على ازار سقفها :
دار بنيناها وعشنا بها |
|
في نعمة من آل مرداس |
المانعي بؤسي فلم يتركوا |
|
على الأيام من باس |
قل لبني الدنيا ألا هكذا |
|
فليفعل الناس مع الناس |
بلغ نصر بن محمود ذلك فكتب له دارا إلى جانبها ، وكانت خربة ، وهي الآن لبعض الشراف بحضرة البلاط شرقي الدار التي كان على روشنها الأبيات ، وهي الآن لبعض الهاشميين وبابها في الزاوية التي هي مقابل مسجد الشريف الزاهد ، قال : وأطلق له ألف دينار.
قال : وقال لي الخطيب : والدار التي عمرها هي الدار التي تجاه حمام الواساني ولها ساباط راكب على حمام الواساني ، وهي في زماننا هذا لولد قطب الدين الحسن بن العجمي.
كذا قال لي بدران : بلغ نصر بن محمود ولم يعش أبو الفتح بن أبي حصينة إلى أيام نصر بن محمود. وقد قيل إن الحكاية جرت مع نصر بن صالح أخي ثمال ابن صالح ، فإنني قرأت في كتاب نزهة الناظر وروضة الخاطر تأليف عبد القاهر بن علوي المعري ، المعروف بابن خصا البغل ، قال : قيل : امتدح أبو الفتح بن أبي حصينة المعري رحمه الله نصر بن صالح بحلب ، فقال له : تمنّ ، فقال : أتمنى أن أكون