ابن سفيان أديبا فقيها ، أخذ الأدب عن أصحاب النضر بن شميل ، والفقه عن أبي ثور ، وكان يفتي على مذهب أبي ثور (١).
وقال الحاكم : سمعت أبا عمرو بن أبي جعفر يقول : سمعت أبا بكر بن علي الرازي يقول ، في حياة الحسن بن سفيان : ليس للحسن في الدنيا نظير.
وقال : سمعت أبا الوليد يقول : سمعت الحسن بن سفيان يقول : لما قدمت على علي بن حجر وكان من آدب الناس وكان لا يرضى قراءة أصحاب الحديث ، فغاب القارئ عنه يوما فقال : هاتوا من يقرأ ، فقمت فقلت : أنا فقال : اجلس ، ثم قال في الثانية : من يقرأ؟ قلت أنا ، فقال : اجلس وزبرنى الى أن قال الثالثة ، فقلت : أنا فقال كالمغضب : هات فقرأت ذلك المجلس وهو ذا يتأمل ، ويجهد (٢١٤ ـ ظ) أن يأخذ علي شيئا في النحو واللغة فلم يقدر عليه فلما فرغت قال لي : يا فتى ما اسمك قلت : الحسن ، قال : ما كنيتك؟ قلت : لم أبلغ رتبة الكنية ، فاستحسن قولي ، قال : كنيتك أبا العباس قال : فكان الحسن بن سفيان يفتخر أن علي بن حجر كناه.
وقال الحاكم : سمعت أبا بكر محمد بن داوود بن سليمان يقول : كنا عند الحسن بن سفيان ببالوز ، دخل عليه أبو بكر محمد بن اسحاق بن خزيمة ، وأبو عمر أحمد بن محمد الحيري ، وأبو بكر أحمد بن علي الرازي الحافظ في جماعة أصحاب أبي بكر المطوعة ، وهم متوجهون الى فراوة (٢) ، فقال له أبو بكر بن علي : قد كتبت للأستاذ أبي بكر محمد بن اسحاق هذا الطبق من حديثك ، فقال : هات واقرأ فأخذ يقرأ ، فلما قرأ أحاديث أدخل اسنادا منها في اسناد ، فرده الحسن الى الصواب فلما كان بعد ساعة ادخل أيضا اسنادا في اسناد فرده الى الصواب ، فلما كان في الثالثة قال له الحسن : ما هذا لا تفعل فقد احتملتك مرتين ، وهذه الثالثة وأنا ابن تسعين سنة فاتق الله في المشاريخ فربما استجيبت فيك دعوة ، فقال له أبو بكر محمد
__________________
(١) هو ابراهيم بن خالد ، أبو اليمان الكلبي ، الفقيه ، صاحب الامام الشافعي ، كان أحد ائمة الدنيا فقها وعلما وورعا وفضلا توفي سنة ٢٤٠ ه ـ / ٨٥ م. الاعلام للزركلي.
(٢) رباط فراوة ، من أعمال نسا بينها وبين دهستان وخوارزم. معجم البلدان.