من لي بخل تدوم خلته |
|
ولا أرى في خلاله خللا |
ترى مياها عيني وبي ظمأ |
|
وما أروى بوردها الغللا |
وهذه قصتي مخمّرة |
|
نظمت تفصيله له جملا (١) |
أنشدنا ابراهيم بن سليمان بن النجار الكاتب الدمشقي بها قال : أنشدني شهاب الدين فتيان الشاغوري لنفسه وذكر أنه أنشدها صفي الدين أبا الفضل بن القابض فكان في مجلسه العلم الشاتاني وكان ينبز بقاع ، ويغضب اذا ذكرت هذه الكلمة بحضرته :
هاجتك رسوم عفت لزينب بالقاع |
|
أمست درسا بعدها معطلة قاع |
لاجاد عليها من السماء ملث ينه |
|
ل بمثعنجر (٢) الوديقة وقاع |
ان كنت كريما على الجميل مسفا لم تمس |
|
على هامة الدناءة وقاع (٢٠٩ ـ و) |
فاسلك سنن الفضل مادحا لأبي |
|
الفضل تكن عنده ابن شوذب قعقاع |
واسمع مثلا هل يقاس شارب خمر |
|
اذا ما انتشى بشارب فقاع |
قال : فغضب لذلك واستشاط غيظا والأبيات أكثر من ذلك لم يكن على خاطره غير هذه الخمسة منها :
أخبرني موفق الدين علي بن محمد البغدادي الشاعر بسنجار ، مذاكرة ، قال : كان البهاء السنجاري في خدمة تقي الدين عمر بن شاهنشاه فقال له يوما : أريد أن أصيح على العلم الشاتانى قاع بحضرة السلطان الملك الناصر ، وكان الشاتاني ينبز بقاع ، ويغضب من ذلك ، قال وكان يجلس الى جانب الملك الناصر في المجلس ويظهر تيها على غيره من الشعراء فقال له تقي الدين : لا تفعل ، فما يعجب السلطان هذا ، فقال له البهاء السنجاري : بلى ولا أقول ذلك إلّا على وجه لطيف يعجب السلطان ، فحضر اليوم الثاني والعلم الى جانب السلطان فوقف بين يدي السلطان فأمره بالجلوس فقال : معي خدمه فأمره بالانشاد فابتدأ وقال :
__________________
(١) خريدة القصر وجريدة العصر ـ قسم الشام : ٢ / ٣٦١ ـ ٣٨٣ ، ومن المفيد اعادة ضبط نص هذا الكتاب المطبوع على نصنا هذا لازالة التصحيفات منه.
(٢) المثعنجر : السائل من ماء أو دمع. وورق المطر : قطر. القاموس.