أوارا ، وأقبل عليه الوزير الهبيري (١) لشغفه بأمثاله من أهل الفضل ، وعاد نجيع السعي موفور المحل.
أنشدني لنفسه من قصيدة وازن بها قصيدة لي نظمتها في ابن هبيرة الوزير :
أهدى الى جسمي الفنا فأعلّه |
|
وعسى يرق لعبده ولعلّه |
ما كنت أحسب أن عقد تجلدي |
|
يخل بالهجران حتى حله |
يا ويح قلبي أين أطلبه وقد |
|
نادى به داعي الهوى فأضله |
ان لم تجد بالعطف منه على الذي |
|
قد ذاب من برح الغرام فمن له |
وأشد ما يلقاه من ألم الهوى |
|
قول العواذل أنه قد مله |
قال العماد : وعتب علي ونحن بدمشق متجنيا ، وضن بمواصلته متظنيا ، فانه كان يستشط من كل كلمة فيها قاع حتى يغضب من ذكر الفقاع ، فعملت أبيات لا يخلو بيت فيها من هذه اللفظة في معان حكمية ليس فيها ذكره ، وكانت تنشد وهو يغضب ويحرد ونسبها من أراد اغراءه بي إليّ فعتب لأجل ذلك علي وكتبت اليه : (٢٠٧ ـ و).
لا أوحش الله منك يا علم الد |
|
ين ندى الكرام والفضلا |
أعن قلا ذا الصدود أم ملل |
|
حاشى العلى ملاله وقلا |
هل حالة في العلى لرب عسلا |
|
ان يغتدي هاجرا لربّ علا |
كنت أخا ان جفا الزمان وفى |
|
أو قطع الودّ أهله وصلا |
ان أظلمت خطة أضاء لها |
|
وظلم الخطب جائرا عدلا |
رفيق رفق لنا اذا عنف الد |
|
هر وخلا يسدد الخللا |
صديق صدق ما زال ان كذب الس |
|
عاة للاصدقاء محتملا |
فما الذي كدر الصفاء من ال |
|
ود ولم يرو ورده الغللا |
فضلك روح العلى وهل بدن |
|
من روحه الدهر واجد بدلا |
__________________
(١) الوزير عون الدولة يحيى بن هبيرة ، من كبار وزراء الدولة العباسية ٤٩٧ ـ ٥٦٠ ه. البداية والنهاية ١٢ / ٢٥٠.