سلام كنشر الروض تسري به الصبا |
|
فتعبق من أنفاسه وتطيب |
على من يراه القلب مع بعد داره |
|
قريبا ويدعو وده فيجيب |
امام له في الفضل أشرف رتبة |
|
اذا رامها خلق سواه يخيب |
وقور اذا طاش الحليم حياؤه |
|
على نفسه فما يروم رقيب |
تفل غرار السيف حدة عزمه |
|
فيرتاع منها الروع وهو مهيب |
اذا ما علا صدر الأئمة منبرا |
|
فقس عليه بالبيان خطيب |
حبيب حباني من جواهر لفظه |
|
بما قل عنه جرول وحبيب (١) |
فحلى بها جيدي وقد كان عاطلا |
|
وجدد بردا أنهجته خطوب |
وصفى لي العيش الذي هو دائما |
|
بتكدير أحداث الزمان مشوب |
يلقح أبكار القرائح فكره |
|
نسيب لأرواح الأنام نسيب |
ألا هل أرى نادي نداه فأرتوي |
|
فقد كدت من برح الغرام أذوب |
والأبيات التي كتب بها خطيب خوارزم ابتداء :
هدى علم الدين المفخم شأنه |
|
له في عظامي والعروق دبيب |
تشوقنى الذكرى اليه فأنثنى |
|
وأيسر ما بين الضلوع لهيب |
أحن اليه حنة كلما دعت |
|
شآبيب دمع العين فهي تجيب |
بعيدا اذا قلبت طرفي نازح |
|
وان لحظته فكرتي فقريب (٢٠٤ ـ و) |
يشيم لكشف الغامضات مهندا |
|
يطبق في أوصالها ويصيب (٢) |
أتاني كتاب منه عم سروره |
|
يهش له دامي الجفون كئيب |
أراه افتخارا للفرزدق زانه |
|
بطبع جرير مدحه ونسيب |
تخيره عذب الكلام كأنه |
|
رضيع هذيل بالعذيب ربيب |
***
__________________
(١) جرول هو الحطيئة الشاعر ، وحبيب هو أبو تمام.
(٢) تاريخ دمشق لابن عساكر : ٤ / ٢٢٧ وـ ظ.