رسوم تبقاها البلى لصبابة |
|
تراجع فيها أو يبل غليل |
مواثل قد عرّى الزمان عراصها |
|
فما يختفي سقم بها ونحول |
فيا ساكني أرض الحمى إن جوّه |
|
رطيب وإن الريح فيه بليل |
فما لعيون تجتليه مريضة |
|
وما لفؤاد بطيبة عليل |
وما لدموع العاشقين تجوده |
|
وأقذاؤها طوع الغرام محول |
وما نقلته من الجزء المذكور من شعره :
علاقة تستجد الشوق عارضة |
|
وصبوة تستزل الحلم والرشدا |
ظللت منها على علم وبينة |
|
أرى الغواية رشدا والضلال هدا |
ومن شعره أيضا منه :
أهجرا وقد مالت بكم غربة النوى |
|
وبات غراب البين للبين يتعب |
دعوا للنوى هجرانكم وتجنبوا |
|
مع القرب منكم أن يكون تجنب |
وقال وقد سار معز الدولة ثمال بن صالح الى مصر ثم عاد الى حلب :
مضيت وخلفت المطامع جمة |
|
تفيض وأنباء الأماني طواميا |
وأقبلت إقبال السحاب تبسمت |
|
بوارقه ثم انثنين بواكيا |
فما كان ذاك العيش إلا تعلة |
|
ولا كانت الأيام إلا لياليا |
ولما استبان الرأي فيها إمامها |
|
ولم ير في كف الحوادث كافيا |
أعاد الى الطرف المسهد غمضه |
|
ورد على مرضى البلاد العواقبا |
كان أبو علي بن المعلم حيا في سنة ثلاث وخمسين وأربعمائة فإن معز الدولة ثمالا عاد الى حلب من مصر في هذه السنة (١) ، فقد توفي بعد ذلك.
وقع الي رسالة للوزير أبي نصر محمد بن الحسن بن النحاس الحلبي ، كتبها
__________________
(١) اجبر ثمال بن صالح على التخلي عن حلب نتيجة لفتنة البساسيري ، وآلت أمور حلب للخلافة الفاطمية ، انما لأمد قصير حيث انتزعها محمود بن نصر بن صالح ، فأعاد المستنصر الفاطمي ثمالا الى حلب. انظر كتابي امارة حلب (بالإنكليزية) : ١٥٤ ـ ١٦٢.