الحلبيون الفقه والأدب ، وكان له شعر جيد فصيح ورسائل حسنة ، وكتب في صباه لسبكتكين مملوك أمير الجيوش الدزبري ، وكان ولاه مولاه قلعة حلب حين ملكها ـ أعني سبكتكين ـ وكان مولد أبي علي الحلبي بمعرة النعمان في حدود الأربعمائة قبلها ، وانتقل مع أبيه الى حلب ، قرأ عليه الأدب جد أبي أبو غانم محمد بن هبة الله بن أبي جرادة ، والوزير أبو نصر بن النحاس ، وقرأ عليه الفقه والأصول أبو محمد عبد الله بن محمد بن سعيد الخفاجي الحلبي ، وإيّاه عنى أبو محمد بقوله في القصيدة ، التي كتبها من القسطنطينية يعتب فيها أهله وأصدقاءه :
وأقر السلام على الفقيه وقل له |
|
وهو العتاد لدفع كل ملمة |
حاشاك أن تصف الوداد وأهله |
|
ويكون حبك كله بالقوة |
ما كان ضرك لو بعثت تحية |
|
وكتبت خمسة أسطر في رقعة |
(١٥٣ ـ ظ)
أبمثل هذا يخصب البستان |
|
أو يزداد حسن الدار في السهلية (١) |
السهلية محلة من محال حلب ، كانت دار أبي علي بها ، والبستان هو بستان الميدان خارج باب قنسرين ، وكان قد مدح أبو علي بن المعلم سديد الدولة بن الرعباني بقصيدة حسنة أولها :
دعاني فتلك الدار دار بعيدها |
|
أراجع أشواقي لها وأعيدها |
فكان ثواب أبي علي من سديد الدولة أن ينجز توقيعا من صاحب حلب معز الدولة ثمال بن صالح صاحب حلب ببستان الميدان هذا المذكور ، وأبيات الخفاجي أنشدنا إياها الخطيب أبو عبد الرحمن محمد بن هاشم بن أحمد بن هاشم قال : أنشدني أبي هاشم قال : أنشدني أبي أحمد قال : أنشدني أبو محمد الخفاجي ان لم أكن سمعتها منه.
وقرأت بخط أبي البيان نبأ بن محفوظ الأديب الدمشقي ، وذكر أنه نقله من
__________________
(١) طبع ديوان ابن سنان الخفاجي في بيروت عام ١٨٦٨ ، وسبق لي أن عدت اليه لدى تحضير أطروحتى عن امارة حلب ، وكان ذلك في لندن ، هذا ولم أستطع الوقوف على نسخة منه في دمشق.