تاج الملوك بوري في سنة ست وعشرين وخمسمائة ، واستعاد بانياس (١) من أيدي الفرنج بعد أن استولوا عليها ، ونازل حماة وشيزر في سنة سبع وعشرين ، وكان شجاعا ظالما.
وقرأت بخط أبي غالب عبد الواحد بن مسعود بن الحصين في تاريخه : سنة سبع وعشرين وخمسمائة : نازل اسماعيل بن تاج الملوك ، الملقب بشمس الملوك حماة وشيزر.
وقرأت بخطه أيضا فيه قال في حوادث سنة تسع وعشرين : وفيها قتل شمس الملوك اسماعيل بن بوري ، قتلته أمه زمرد خاتون ، وأجلست أخاه شهاب الدين محمودا.
وقرأت أيضا بخط مرهف بن أسامة بن منقذ مثل ذلك.
أنبأنا أبو البركات الحسن بن محمد زين الأمناء قال : أخبرنا الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن قال : اسماعيل بن بوري بن طغتكن ، أبو الفتح المعروف بشمس الملوك ، ولي إمرة دمشق بعد قتل أبيه بوري المعروف بتاج الملوك في العشر الأخير من رجب سنة ست وعشرين وخمسمائة ، وكان شهما مقداما مهيبا ، استرد بانياس من أيدي الكفار في يومين ، وكانت قد سلمها إليهم الاسماعيلية ، وأسعر (٢) بلاد الكفار بالغارات ، ثم مد يده إلى أخذ الأموال ، وعزم على مصادرة المتصرفين والعمال.
ولم يزل أميرا على دمشق حتى كتب إلى قسيم الدولة زنكي بن آق سنقر يستدعيه ليسلم إليه دمشق ، فخافته أمه زمرد فرتبت له من قتله في قلعة دمشق في شهر ربيع الآخر (٧٠ ـ و) من سنة تسع وعشرين وخمسمائة ، ونصبت أخاه محمود بن بوري مكانه (٣).
__________________
(١) بانياس الجولان. انظر تاريخ دمشق لابن القلانسي بتحقيقي : ٣٧٢ ـ ٣٧٩.
(٢) أسعر الحرب : أوقدها. القاموس.
(٣) تاريخ ابن عساكر : ٢ / ٤١٥ و.