ثمان وعشرين ومائتين ، وتوجه الواثق وألبسه وشاحين بالجوهر ، ذكر ذلك ابن أبي الأزهر (١) في تاريخه وقال : ونظر في صلات المعتصم لأشناس فوجد مبلغها أربعين ألف ألف درهم.
وقرأت في الأخبار الطوال تأليف أبي حنيفة أحمد بن داود الدينوري قال : إن أحمد بن أبي دؤاد وجد على الأفشين لكلام بلغه عنه فأشار على المعتصم بالله أن يجعل الجيش نصفين نصفا مع الأفشين ونصفا مع أشناس ، ففعل المعتصم ذلك فوجد الأفشين منه (٢٤٧ ـ و) وطال حزنه واشتد حقده (٢).
وقرأت في تاريخ ابن أبي الأزهر قال : وذكر الفضل بن مروان أن أشناس كان اذا سكر عربد ، وكانت امرأته غالبة عليه ، وكان يخافها خوفا شديدا ، فإذا بلغها عربدته شدت عليها ثيابها وأخذت قوسها وسهامها ، ووقفت بإزائه تشتمه وتهدده فينام ، فشق ذلك على المعتصم ، فبعثني إليها أنكر عليها فعلها ، وأعرفها محل أشناس وجلالته ، وأن هذا يغض منه ، فقالت : ما أجيبك إلا بحضرته ، فلما حضر قالت له : أتكره ما أفعله أم تحبه؟ قال : بل أحبه وأسربه ، فقالت : ما عندي لك جواب غير هذا ، قال ، فرجعت الى المعتصم ، فأخبرته فأمسك عنها.
قال ابن أبي الأزهر : ومات أشناس سنة ثلاثين ومائتين في شهر ربيع الاول.
كتب إلينا أبو روح عبد العزيز بن محمد بن أبي الفضل من هراة أن زاهر بن طاهر الشحامي أخبرهم ـ إذنا ـ قال : أنبأنا أبو القاسم علي بن أحمد البندار عن أبي أحمد عبيد الله بن محمد بن أحمد بن أبي مسلم المقري قال : أخبرنا أبو بكر محمد بن يحيى الصولي ـ إجازة ـ قال : سنة اثنتين وخمسين ومائتين مات أشناس ، وخلف خمسمائة ألف دينار فأخذها المعتز (٣).
__________________
(١) كتابة بحكم المفقود.
(٢) الاخبار الطوال ـ ط. القاهرة ١٩٦٠ : ٤٠٥ ، وحدث هذا اثر القضاء على ثورة بابك الخرمي.
(٣) ليس في المطبوع من كتاب الاوراق للصولي.