بينهما فان بغت احداهما على الاخرى فقاتلوا التي تبغي حتى تقيىء الى أمر الله» (١) ، فقال له معاوية : فما الذي تريد؟ قال : أن تخلوا بيننا وبين الماء ، فو الله لتخلن بيننا وبين الماء ، أو لنضعن أسيافنا على عواتقنا ، ثم نمضي حتى نرد الماء أو نموت دونه ، فقال معاوية لأبي الاعور عمرو بن سفيان : يا أبا عبد الله خلّ بين اخواننا وبين الماء ، فقال أبو الاعور لمعاوية : كلا والله يا أم عبد الله لا نخلي بينهم وبين الماء ، فلم يلبثوا بعد ذلك إلا قليلا حتى كان الصلح بينهم ، ثم انصرف معاوية الى الشام بأهل الشام ، وعليّ الى العراق بأهل العراق.
قال : أخبرنا أبو الحسن علي بن الحسن قال : أخبرنا عبد الرحمن بن عمر بن النحاس قال : أخبرنا أبو سعيد بن الاعرابي قال : أخبرنا أبو رفاعة عبد الله بن محمد ابن عمر بن حبيب العدوي قال : حدثنا ابراهيم بن بشار عن سفيان عن اسماعيل عن قيس قال : دخل الاشعث بن قيس على عليّ في شيء ، فتهدده بالموت ، فقال عليّ : بالموت تهددني ما أبالي سقط علي أو سقطت عليه ، هاتوا له جامعة وقيدا. قال : ثم أومأ الى اصحابه فطلبوا اليه فيه ، قال : فتركه. قال سفيان : فحدثني ابن جعفر ابن محمد عن أبيه قال : فسمعوا لصوت رجليه حفيفا ، قال علي : فرقناه ففرق.
أنبأنا القاضي أبو نصر محمد بن هبة الله بن محمد الشيرازي قال : أخبرنا أبو القاسم علي بن (٢٤٤ ـ و) الحسن قال : قرأنا على أبي عبد الله يحيى بن الحسن ابن البناء عن أبي الحسن محمد بن محمد بن مخلد قال : أخبرنا علي بن محمد بن خزفة ، ح.
قال : وقرأنا على أبي عبد الله عن أبي الحسن بن الآبنوسي قال : أخبرنا أحمد ابن عبيد بن الفضل بن يبرى قالا : أخبرنا محمد بن الحسين بن محمد قال : حدثنا ابن أبي خيثمة قال : حدثنا محمد بن يزيد قال : حدثنا عبيد الله بن موسى عن شيخ قد سماه عن أبي اسحاق قال : صليت الفجر في مسجد الاشعث أطلب غريما لي ، فلما صلى الإمام وضع رجل بين يدي حلّة ونعلا ، فقلت اني لست من أهل هذا المسجد ، فقال : ان الاشعث ـ يعني ابن قيس ـ قدم البارحة من مكة ، وأمر لكل من صلى في المسجد بحلة ونعل.
__________________
(١) سورة الحجرات ـ الآية : ٩.