وقد ذكرنا في أثناء الترجمة عن أبي عبيد الله المرزباني أنه مات ببغداد في سنة عشر ومائتين ، وقيل في سنة احدى عشرة ، وقيل قبل ذلك وبعده ، قال : والاول أصح ، يعني سنة عشر.
أنبأنا زيد بن الحسن الكندي قال : أخبرنا أبو منصور القزاز قال : أخبرنا أبو بكر الخطيب قال : حدثني عبد العزيز بن علي الوراق قال : سمعت عبيد الله بن أحمد بن علي المقرئ يقول : سمعت محمد بن مخلد العطار يقول : سمعت اسحاق ابن ابراهيم البغوي يقول : قرأت على قبر أبي العتاهية :
أذن حي تسمّعي |
|
اسمعي ثم عي وعي |
أنا رهن بمضجعي |
|
فاحذّري مثل مصرعي |
عشت تسعين حجة |
|
ثم فارقت مجمعي |
ليس زاد سوى التقى |
|
فخذي منه أو دعي (١) |
قلت : وهذه الابيات ليست لأبي العتاهية ، لأنه على الاختلاف في مولده ووفاته لم يعش تسعين حجة ، والابيات قديمة العصر ، رواها محمد بن أبي العتاهية عن هشام الكلبي ، أخبرنا بها أبو عبد الله محمد بن ابراهيم بن مسلم بن سلمان الإربلي قال : أخبرتنا الكاتبة شهدة بنت ابن الآبري قالت : أخبرنا أبو عبد الله بن أحمد النعالي قال : أخبرنا أبو الحسن بن الحنّائي قال : أخبرنا أبو عمرو بن السماك قال : أخبرنا أبو القاسم اسحاق بن ابراهيم بن سنين قال : حدثني محمد بن أبي رجاء قال : حدثني محمد بن أبي العتاهية قال : حدثنا هشام الكلبي عن أبيه عن أبي صالح عن ابن عباس (١٧٧ ـ ظ) قال : أصيب في الجاهلية جمجمة عليها مكتوب :
أذن حي تسمعي |
|
اسمعي ثم عي وعي |
أنا رهن بمصرعي |
|
فاحذري مثل مصرعي (٢) |
__________________
(١) ديوانه : ٢٦٨ ، وفيه أنه لما حضرته الوفاة أوصى بأن يكتب على قبره. تاريخ بغداد : ٦ / ٢٦٠.
(٢) ليسا في المطبوع من جمهرة ابن الكلبي.