من لقلب متيم مشتاق |
|
شقّه شوقه وطول الفراق |
طال شوقي الى قعيدة بيتي |
|
ليت شعري فهل لنا من تلاق |
فهي حظي قد اقتصرت عليها |
|
من ذوات العقود والاطواق |
جمع الله عاجلا بك شملي |
|
عن قريب وفكّني من وثاقي (١) |
قال : فكتبتها وصرت بها الى ابراهيم ، فصنع فيها لحنا ، ثم دخل على الرشيد ، فكان أول ما غنّاه في ذلك المجلس ، فأعجبه ، وقال : لمن هذا الغناء والشعر؟ قال : ابراهيم : أما الغناء فلي ، وأما الشعر فلا سيرك أبي العتاهية ، قال : أو فعل؟ قال : نعم قد كان ذاك ، فدعا (١٦٠ ـ و) به ، ثم قال لمسرور : كم كنا ضربنا أبا العتاهية؟
قال : ستين عصا ، فأمر له بستين ألفا ، وخلع عليه وأطلقه.
وقال المرزباني : حدثني محمد بن ابراهيم قال : أخبرنا أحمد بن أبي خيثمة قال : حدثنا محمد بن أبي العتاهية ، ح.
قال : وحدثنا محمد بن يحيى قال : حدثنا محمد بن موسى قال : حدثنا عبد الله ابن أبي سعد قال : قال لي محمد بن أبي العتاهية : لم يزل أبي يقول الشعر في عتبة الى ان خرج الرشيد في خلافته الى الرقة ، وكان أبو العتاهية ينادم الرشيد ، ولا يفارقه في سفر ولا حضر إلا في وقت الحج إذا كان بالعراق ، وكان الرشيد يجري عليه في كل سنة خمسين ألف درهم سوى المعاون والجوائز ، فلما قدم الرشيد الرقة أظهر أبو العتاهية التزهد ، وتصوف وترك حضور المنادمة والقول في الغزل ، فأمر الرشيد بحبسه فحبس ، فلما طالت أيامه في الحبس كتب الى الرشيد قصيدة يقول فيها :
تذكر أمين الله حقي وحرمتي |
|
وما كنت توليني لعلك تذكر |
ليالي تدني منك بالقرب مجلسي |
|
ووجهك من ماء البشاشة يقطر |
فمن لي بالعين التي كنت قبلها |
|
إليّ بها نفسي فداؤك تنظر (٢) |
__________________
(١) ليست في ديوانه.
(٢) ديوانه : ٢١٤ ـ ٢١٥. مع بعض الفوارق.