لا يشبه الأجسام ولا الأعراض ، «ليس كمثله شيء وهو السميع البصير لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار وهو اللطيف الخبير (١)» ، ويشهد أن أفعاله كلها حسنة ، وأنه منزه عن فعل القبائح وأنه تعالى لا يريد المعاصي ولا يشاؤها ولا يرضاها ولا يختارها ، ولا يحبها ، ولا يكلف العباد ما لا يطيقونه (١٢٣ ـ ظ) ولا يعذب أحدا بغير ذنب ، وأنه متكبر عن ظلم عبيده صادق في جميع وعده ووعيده.
ويشهد أن محمدا عبد الله ورسوله ، صلوات الله عليه ، وصلوات ملائكته.
ويشهد أن الموت حق ، والحساب حق ، والجنة حق ، والنار حق ، وأن «الساعة آتية لا ريب فيها وأن الله يبعث من في القبور (٢)» وأن صلاته ونسكه ومحياه ومماته لله رب العالمين لا شريك له (٣) وبذلك أمر ، وهو من المسلمين ، وأنه قد رضي بالله ربا ، وبالإسلام دينا ، وبمحمد صلى الله عليه وسلم وعلى آله نبيا ، وبالقرآن إماما ، وبالمسلمين إخوانا ، على ذلك حيي ، وعليه يموت ، وعليه يبعث حيا إن شاء الله ، وأوصى من خلف بعده أن يعبدوا الله في العابدين ، وأن يحمدوه في الحامدين ، وأن ينصحوا لجماعة المسلمين ، وأن لا يموتن إلا وهم مسلمون.
وأوصى أنه إذا حدث به حدث الموت الذي جعله الله عدلا بين عباده ، وحتما على خلقه أن يبدأ من تركته بكفنه وحنوطه ، وما لا بد منه في تجهيزه بالسنة ، والمعروف ، ثم يقضى دينه ، ويترضى غرمائه ، ثم يخرج من جميع ما خلفه من العين والدين والكتب جميع ماله مما مات عنه من سائر أملاكه من دور وأراض ، وغير ذلك ، ثلث جميعه تاما وافيا كملا فيتصدق به على فقراء المسلمين من أهل العدل والتوحيد ، المعتزلة منهم ، والزيدية ، والهارونية (٤) (١٢٤ ـ و) يخرج ذلك عن سائر حقوق الله الواجبة كانت عليه ، اللازمة له من زكاة واجبة ، أو ندر ، أو كفارة ،
__________________
(١) سورة الانعام ـ الآية : ١٠٣.
(٢) سورة الحج ـ الآية : ٧.
(٣) انظر سورة الانعام ـ الآيتان : ١٦٢ ـ ١٦٣.
(٤) الزيدية نسبة الى الامام زيد بن علي بن الحسين ، وهم أشهر من أن يعرفوا ، أما الهارونيه فأرجح نسبة الى أبي الحسين أحمد بن الحسين بن هارون حمل لقب الامام المؤيد بالله (٣٣٣ ـ ٤١١ ه) كان «في الكلام والفقه بمنزلة عظيمة ، وكان جامعا لخصال الامامة ، وبايعه الخلق وخرج بالديلم». انظر كتاب فضل الاعتزال وطبقات المعتزله ـ للحاكم الجشمي ـ ط. تونس ١٩٧٤. ص ٣٧٦.