ابن مسلم قال : حدثنا سعيد بن عبد العزيز قال : أشرفت أم الدرداء على وادي جهنم ومعها اسماعيل بن عبيد الله فقالت : يا اسماعيل اقرأ ، فقرأ : «أفحسبتم إنما خلقناكم عبثا وأنكم إلينا لا ترجعون فو رب السماء والأرض إنه لحق مثلما أنكم تنطقون» (١) (١١٤ ـ ظ) فخرّت على وجهها وخرّ اسماعيل على وجهه ، فما رفعا رؤوسهما حتى ابتل ما تحت وجوههما من دموعهما (٢).
أخبرنا أبو حفص عمر بن محمد بن طبرزد ـ فيما أذن لي أن أرويه عنه ـ قال : أخبرنا أبو القاسم اسماعيل بن أحمد بن عمر السمرقندي ـ إجازة إن لم يكن سماعا ـ قال : أخبرنا محمد بن هبة الله قال : أخبرنا محمد بن الحسين قال : أخبرنا عبد الله بن جعفر قال : حدثنا يعقوب بن سفيان قال : حدثنا سعيد قال : حدثنا ضمرة عن رجاء قال : سمعت معنا التنوخي يقول : ما رأيت في هذه الأمة زاهدا غير اثنين : عمر بن عبد العزيز واسماعيل بن عبيد الله المخزومي ، وكان خالا لهشام بن عبد الملك ، فقال رجاء : كان اسماعيل بن عبيد الله إذا قفل من الصائفة افترش براذعه وكان هو وأم ولده ودوابه في بيت واحد ، دوابه في ناحية ، وهو وأم ولده في ناحية ، قال : وكان يقول : لو أنّ هذا الجدار يفجر عن قدير ما أذعت به ، يعني القدير الطبيخ.
قال ضمرة : وسمعت من يذكر عن اسماعيل بن عبيد الله أنه قدّم الى رجل زبيبا فجعل يأكل ويطرح حبه ، فقال له : إن كنت شبعت فاتركه.
قال عبد الله بن جعفر : وحدثنا يعقوب قال : حدثنا عبد الرحمن بن ابراهيم قال : حدثنا أبو مسهر قال : حدثنا سعيد قال : كنا نجلس بالغدوات مع يزيد بن أبي مالك ، وسليمان بن موسى ، وبعد الظهر مع اسماعيل بن عبيد الله ، وربيعة بن يزيد ، وبعد العصر مع مكحول.
أخبرنا أبو حفص إذنا عن أبي القاسم بن السمرقندي قال : أخبرنا أبو بكر محمد بن هبة الله قال : أخبرنا محمد بن (١١٥ ـ و) الحسين قال : أخبرنا عبد الله
__________________
(١) سورة المؤمنون ـ الآية : ١١٥.
(٢) تاريخ ابن عساكر : ٢ / ٤٢٧ وـ ظ.