المفرط ، المسرف ، المقترف للسيئات ، المعترف ، الواثق مع ذلك برحمة الله سبحانه ، الراجي لمغفرته ، المحب لرسوله صلى الله عليه وسلم تسليما وشيعته ، الداعي للناس الى التمسك بسنته وشريعته ، أوصى وهو يشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، إلها (١٠٦ ـ ظ) واحدا أحدا فردا صمدا لم يتخذ صاحبة ولا ولدا ، ولم يشرك في حكمه أحدا ، الأول الآخر ، الظاهر ، الباطن ، الحي القيوم ، الباقي بعد فناء خلقه ، المطلع على عباده ، العالم بخفيات الغيوب. الخبير بضمائر القلوب ، المبدي ، المعيد ، «الغفور ، الودود. ذو العرش المجيد» (١) ، الفعال لما يريد «ليس كمثله شيء وهو السميع البصير» (٢) ، هو مولانا «فنعم المولى ونعم النصير» (٣) ، يشهد بذلك كله مع الشاهدين ، مقرأ بلسانه عن صحة واعتقاد وصدق يقين ، ويتحملها عن المنكرين الجاحدين ، وبعدها ليوم الدين ، «يوم لا ينفع مال ولا بنون ، إلا من أتى الله بقلب سليم» (٤) ، «يوم لا يغني مولى عن مولى شيئا ولا هم ينصرون ، الا من رحم الله انه هو العزيز الرحيم (٥) ، ويشهد أن محمدا عبده ورسوله ، أرسله «بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون» (٦) ، ويشهد أن الجنة وجملة ما أعد الله تبارك وتعالى فيها لأوليائه حق ، ويسأل مولاه الكريم جل جلاله أن يجعلها مأواه ومثواه ، فضلا منه وكرما ، ويشهد أن النار ، وما أعده الله فيها لأعدائه حق ، ويسأل مولاه الكريم أن يجيره منها ويزحزحه عنها ، ويجعله من الفائزين الذين قال الله عز وجل : «فمن زحزح عن النار وأدخل الجنة فقد فاز وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور» (٧) ، ويشهد أن صلاته ونسكه ومحياه ومماته لله رب العالمين لا شريك له وبذلك أمر ، وهو من المسلمين (٨) ، والحمد لله رب العالمين ، وأنه رضي بالله ربا وبالإسلام دينا ،
__________________
(١) سورة البروج ـ الآيتان : ١٤ ـ ١٥ وانظر ما سبق ذلك ولحقه من آيات.
(٢) سورة الشورى ـ الآية : ١١.
(٣) سورة الحج ـ الآية : ٧٨.
(٤) سورة الشعراء ـ الآيتان : ٨٨ ـ ٨٩.
(٥) سورة الدخان ـ الآيتان : ٤١ ـ ٤٢.
(٦) سورة التوبة ـ الآية : ٣٣.
(٧) سورة آل عمران ـ الآية ١٨٥.
(٨) انظر سورة الانعام ـ الآيتان : ١٦٢ ـ ١٦٣.