(١٠٥ ـ و) كل فن ، لا يقعد به شيء ، وكان يحفظ القرآن وتفسيره من كتب كثيرة ، وكان من حفاظ الحديث وكان مقدما في الوعظ والأدب وغير ذلك من العلوم.
قال ابن الأكفاني : ثم حدثني أبو الفتيان عمر بن عبد الكريم الدهستاني ـ قدم علينا ـ قال : حضرت وفاة أبي عثمان بنيسابور لأربع ليال مضت من المحرم سنة تسع وأربعين وأربعمائة ، وصلى عليه ابنه أبو بكر.
قال الحافظ أبو القاسم : وهذا هو الصحيح في وفاته ، وقال : سمعت أبا أحمد معمر بن عبد الواحد بن رجاء بن الفاخر بجرباذقان (١) قال : سمعت أبا محمد عبد الرشيد بن ناصر الواعظ ببطحاء مكة من لفظه قال : سمعت اسماعيل بن عبد الغافر الفارسي بنيسابور قال : سمعت الإمام أبا المعالي الجويني قال : كنت بمكة أتردد في المذاهب ، فرأيت النبي صلى الله عليه وسلم في المنام فقال : عليك باعتقاد ابن الصابوني.
وقال الحافظ أبو القاسم : أنبأنا أبو الحسن عبد الغافر بن اسماعيل قال : ومن أحسن ما قيل فيه ما كتبت بهراة للإمام أبي الحسن عبد الرحمن بن محمد الداوودي البوشنجي :
أودى الإمام الحبر اسماعيل |
|
لهفي عليه فليس منه بديل |
بكت السما والأرض يوم وفاته |
|
وبكى عليه الوحي والتنزيل |
والشمس والقمر المنير تناوحا |
|
حزنا عليه وللنجوم عويل (١٠٥ ـ ظ) |
والأرض خاشعة تبكي شجوها |
|
ويلي تولول أين اسماعيل |
أين الإمام الفرد في آدابه |
|
ما إن له في العالمين عديل |
لا تخد عنك منى الحياة فإنها |
|
تلهي وتنسي والمنى تضليل |
وتأهبن للموت قبل نزوله |
|
فالموت حتم والبقاء قليل |
قال عبد الغافر : وحكى بعض الصالحين أنه رأى أبا بكر بن أبي نصر المفسر
__________________
(١) بلدة قريبة من همذان بينها وبين الكرج وأصبهان ، كبيرة مشهورة. معجم البلدان.