أذربيجان ـ يقول : كان أبو اسماعيل عبد الله بن محمد الأنصاري الحافظ بهراة يقول : لم أر في أئمة العلم أقل حسدا من اسماعيل بن عبد الرحمن الصابوني بنيسابور.
قرأت بخط الحافظ أبي طاهر السلفي في تعليق له : سمعت الموهبي أبا الحسن مكي بن أبي طالب البروجردي بهمذان يقول : سمعت أبا القاسم عبد الله بن علي بن اسحاق الطوسي بنيسابور يقول : كنا نقرأ على اسماعيل بن عبد الرحمن الصابوني جزءا ، فلما بقي منه قدر قريب قام وتوضأ ورجع وقال : شككت في الوضوء فلم أر لي أن أكون شاكا في وضوئي ويقرأ عليّ حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم.
أنبأنا أبو المحاسن سليمان بن الفضل بن سليمان قال : أخبرنا علي بن الحسن قال : أنبأنا أبو الحسن عبد الغافر بن اسماعيل الفارسي قال : اسماعيل بن عبد الرحمن بن أحمد بن اسماعيل بن إبراهيم بن عامر بن عائذ الأستاذ الإمام ، شيخ الإسلام أبو عثمان الصابوني ، الخطيب المفسر ، المحدث ، الواعظ ، أوحد وقته في طريقته ، وعظ المسلمين في مجالس التذكير سبعين سنة ، وخطب وصلى في الجامع نحوا من عشرين سنة ، وكان أكثر أهل العصر من المشايخ سماعا وحفظا ونشرا لمسموعاته ، وتصنيفا وجمعا ، وتحريضا على السماع ، وإقامة لمجالس الحديث ، سمع الحديث بنيسابور ، وذكر بعض شيوخه ، وبسرخس ، وبهراة ، وسمع بالشام والحجاز والجبال وغيرها من (١٠٢ ـ و) البلاد ، وحدث بخراسان الى غزنة وبلاد الهند ، وبجرجان ، وآمل ، وطبرستان ، والثغور ، وبالشام وبيت المقدس ، والحجاز.
وأكثر الناس السماع منه ، ورزق العز والجاه في الدين والدنيا ، وكان جمالا للبلد ، زينا للمحافل والمجالس ، مقبولا عند الموافق والمخالف ، مجمعا على أنه عديم النظر ، وسيف السنة ودافع أهل البدعة ، وكان أبوه أبو نصر من كبار الواعظين بنيسابور ففتك به لأجل التعصب والمذهب ، وقتل وهذا الإمام صبي بعد ، حول تسع سنين ، وأقعد بمجلس الوعظ مقام أبيه ، وحضر أئمة الوقت مجالسه ، وأخذ الإمام أبو الطيب الصعلوكي في تربيته وتهيئة أسبابه ، وكان يحضر مجالسه