أخبرنا عبد الله بن يعقوب الكرماني قال : حدثنا يحيى بن يحيى الكرماني قال : حدثنا حماد بن زيد عن مجالد عن الشعبي عن جابر بن عبد الله قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «إنكم اليوم على دين واني مكاثر بكم الأمم فلا تمشوا القهقرى بعدي».
كتب لي رفيقنا ضياء الدين محمد بن اسماعيل بن أبي الحجاج بخطه ، وذكر حال والده وقال : وقرأ والدي الأدب على الشيخ أبي محمد عبد الله بن بري وصحبه مدة طويلة ، ومولده بدرب الأسواني بالقاهرة في سنة تسع وأربعين وخمسمائة ، ومن شعره ما سمعته من لفظه ، وقد دخل عليه مملوك صغير وقد لحقه رمد تشيف بأشياف ورد (١) :
أقول لما أن طرفه مشيفا : |
|
سبحان من أعلى على نرجس وردا مضعفا |
قال : ونقلت من خطه من شعره :
يقول أناس إن في الملح حرمة |
|
موكدة حتى نساهم في البلوى |
فقلت لهم : إن كان حقا حديثكم |
|
فما ذا عساه أن يكون من الحلوا |
قال : ونقلت من خطه ـ يعني من شعره :
وردّ الجواب كرد السلام |
|
بمثل التحية أو أحسن |
قال : ولما شاهد الثلج بحلب عند سقوطه قال : (٩٦ ـ ظ).
رأيت الثلج عم الأرض حتى |
|
تساوى الوهد منه بكل سن |
كأن الأرض مد بها إزار |
|
ووقع الثلج من نداف قطن |
قال : والعجب أنه تولى ديوان الجيش الناصري بعد موت أبيه ، وكانت وفاة والده في سنة ثلاث وثمانين وخمسمائة في البيت المقدس الى أن صرف منه في حادثة الصفي عبد الله بن علي المعروف بابن شكر ، في ذي الحجة سنة اثنتين وستمائة ، أقام فيه تسع عشرة سنة ، وتولاه أبوه في سنة أربع وستين وخمسمائة ، وتوفي في
__________________
(١) مطلي بدواء للعين.