القاسم البندار قال : أنبأنا أبو أحمد الفرضي قال : أخبرنا أبو بكر الصولي اجازة قال : حدثني الحسين بن يحيى قال : سمعت جعفر بن علي بن الرشيد يقول : لما ولي المتوكل الخلافة خرج اليه اسحاق بن ابراهيم الموصلي من بغداد مهنيا ، وكان (٢٥١ ـ و) قد ضعف وضعف بصره ، فلما دخل عليه دعا له واستأذنه في الانشاد ، فأذن له فأنشد :
أشجاك من أسماء رسم دارس |
|
قفر بمختلف الرياح بسابس |
فلما بلغ قوله :
يا خير من ورث الرسول ومن به |
|
سمقت فرع خلافة ومغارس |
أنت ابن آباء سمت بك منهم |
|
خلفاء أربعة وأنت الخامس |
وإذا دعيت الى الجنان مخلدا |
|
مع رفقة الأبرار أنت السادس |
إن الخلافة لا تكون لغيركم |
|
أبدا وإن زعمت لذاك معاطس |
قال له المتوكل : يا اسحاق وددت أني أشتري لك شبابا وقوة بنصف ملكي ، ثم سأل عما وصله به الواثق حين خرج اليه فأضعفه له.
قال الصولي : فأما حماد بن اسحاق فروى أن المتوكل لما ولي الخلافة كتب اليه اسحاق :
لعمري لقد زان الخلافة جعفر |
|
فكانت له الحق الذي ليس ينكر |
تناهت إليه فاستقر قرارها |
|
ونام به من كان للخوف يسهر |
وأصبح من في الأرض بعد مخافة |
|
وقد أمنوا ما كان يخشى ويحذر |
تلألأ تاج الملك لما لبسته |
|
وأصبح مختالا سرير منبر |
فوصله وأمره بالخروج اليه (١) (٢٥١ ـ ظ).
أنبأنا زيد بن الحسن الكندي قال : أخبرنا أبو منصور القزاز قال : أخبرنا
__________________
(١) ليس في المطبوع من كتاب الاوراق.