أيا تاج فرسان الهياج ومن بهم |
|
ثبتت أواخي ملك كل متوج |
قوم إذا لبسوا الحديد عجبت من |
|
بحر يدافع في لظى متوهج (١) |
أنشدنا أبو الحسن بن أبي جعفر قال : أنشدنا أبو المظفر أسامة بن مرشد لنفسه وقالها على لسان الشيخ أبي صالح بن المهذب رحمه الله ، وكانت فيه حدة مع فضل وعلم وتقى ، وكان نزل بشيزر فريق من العرب معهم جارية اسمها شوق مستحسنة ، وكتب الأبيات ورمى بها نسخا بشيزر ، فوقع منها بيد الشيخ أبي صالح رحمه الله ، فقامت قيامته ، ولم يدر أحد من عمل الأبيات ، فقال له الشيخ العالم أبو عبد الله محمد بن يوسف المعروف بابن المنيرة رحمه الله ، وهو مؤدبه هذه الأبيات التي قد (٢١١ ـ و) رميت ما يحسن يقولها إلّا أنا ، أو القاضي أبو مرشد بن سليمان ، أو أنت ، وأنا وأبو مرشد ما قلناها ، وما قالها غيرك ، وهي :
قولا لريم في حلة العرب |
|
إليك أشكو ما يصنع اسمك بي |
بم استجازت عيناك سفك دمي |
|
وأخذ قلبي في جملة السلب |
لولاك والدهر كله عجب |
|
ما خفرت في ذمة العرب |
جارك أولى برعي ذمته |
|
إن أنت راعبت حرمة الصقب |
هذا هوى كنت في بلهنية |
|
عنه فيا للرجال للعجب |
أيسترق الكريم ذا النسب ال |
|
واضح عبد مستعجم النسب |
ويحمل الثأر من به خورّ |
|
عن احتمال الحجال والقلب |
نشدتك الله في احتمال دمي |
|
فمعشري ما يفوتهم طلبي |
ما فات قومي آل المهذب من |
|
قبلي ثار في سالف الحقب |
فلا تريقي دما لذي أدب |
|
يسطو بأقلامه على القضب (٢) |
قلت : هذا أبو صالح ابن المهذب ليس هو أبو صالح الكبير محمد بن المهذب ابن علي بن المهذب فان أسامة لم يدرك زمنه لأنه توفي سنة خمس وستين وأربعمائة وهذا غيره ، ذكرنا ذلك لئلا يلتبس به.
__________________
(١) ديوانه : ٢٠٩ ، وبداية البيت الاول فيه «أنا تاج ...».
(٢) ليست هذه الابيات في ديوانه.