محمد بن أصبغ بن الفرج قال : حدثنا أبي قال : حدثنا العباس بن خلف بن إدريس ابن عمر بن عبد العزيز بن مروان عن أبيه عن جده أن عمر بن عبد العزيز قال لجرير ابن الخطفي : ما أجد لك في هذا المال حقا ، ولكن هذه فضلة من عطائي ثلاثون دينارا فخذها واعذر ، قال : بل اعذرك يا أمير المؤمنين.
وقال ابن يونس : ولست أعرفه ـ يعني إدريس ـ من أهل مصر (١).
إدريس بن أبي خولة الأنطاكي :
من العباد المذكورين ، وكان يكون ببيت المقدس ، حكى عنه سهل بن عبد الله التستري.
أخبرنا الحافظ أبو محمد عبد القادر بن عبد الله الرهاوي في كتابه قال : أخبرنا الخطيب أبو الفضل عبد الله بن أحمد بن الطوسي قال : أخبرنا أحمد بن عبد القادر ابن يوسف قال : أخبرنا عبد العزيز بن علي قال : أخبرنا علي بن عبد الله بن جهضم قال : حدثنا عبيد الله بن جعفر الساجي قال : حدثنا عمر بن واصل عن سهل بن عبد الله قال : مرض رجل من أولياء الله عز وجل مرضا مشكلا ، فكان الناس إذا رأوه قالوا به جنة فأكثر عليه (١٨٨ ـ و) فلما عظم كلام من تكلم في أمره قالوا له : نعالجك ، فقال : يا قوم اعلموا أن لي طبيبا إن شاء داوى كل عليل على وجه الأرض ، لكني لا أسأله أن يداويني ، فقيل له : ولم ذاك ، وأنت محتاج الى الدواء؟! فقال : أخشى إن برئت من هذه العلة طغيت ، فقيل له : فإن لنا مجنونا فاسأل طبيبك أن يداويه ، فقال : نعم ائتوني به ، فأتوه برجل في عنقه غل عظيم ، ويده مشدودة الى عنقه في قيد ثقيل قد استمكنت منه العلة ، فقال لهم : خلوني معه ، فعمد جهال القوم الى يده فحلوها وأدخلوه معه في البيت الذي كان فيه ، وأغلقوا عليهما الباب ، وهم يظنون أنه سيفضي إليه بمكروه ، فلما كان بعد ساعة صاحوا به ، فأجابهم وخرج إليهم وكلمهم بكلام عاقل وهو يبكي بكاء شديدا ، فقالوا له : خبرنا بقصتك وما كان منك؟ فقال : دخلت على هذا الرجل وأنا على ما قد علمتم من علتي لا أعقل شيئا كما رأيتموني فقربني منه وأدناني ، فكلما قربت منه جعل يده على صدري ، والأخرى
__________________
(١) تاريخ ابن عساكر : ٢ / ٣٠٧ ظ.