عزاء وتسليما على الرغم والصغر |
|
فما الدهر أنساناك بل وارث الدهر |
وأنساك بل أسلاك بل أجد الكرى |
|
فأعطيك صبري لا حمدت إذا أمري |
مضى فارس الآداب والمجد والشعر |
|
وقسورة الأبطال والورق والتبر |
منها :
أأحوص دعوى لو تجلاك طيفها |
|
لرواك من ذكر تنفق من شكر |
ثنا نظمته تحت أجنحة الدجى |
|
أنامل صدر فيك ملآن من جمر |
فوافى شروق كالقداح إذا انبرت |
|
صحائفها خدي وكاتبها شفري |
منها :
أتدرين من بات الصعيد ضجيعه |
|
برغمي ومن نالته قاصمة الظهر |
فتى كان لم يحبب حياة معمر |
|
فتى في الوغى إلّا أحبّ انقضاء العمر |
ولا رمقته العين في جنح عارض |
|
من الموت إلّا عمن في عارض الذعر |
فتى ما تراءته الكماة ولو غدت |
|
ذوي عدد إلّا رأت جحفلا يسري |
علوا وإسلاما وبأسا ونائلا |
|
غداة الندى والدين والبأس والفخر (١) |
أخنس
الأخنس بن العيزار الطائي :
كان ممن شهد صفين مع علي بن أبي (١٧٩ ـ ظ) طالب عليه السلام ، ثم رجع عنه بعد التحكيم ، وصار من الشراة ، وقاتل عليا يوم النهروان مع الخوارج فقتله علي رضي الله عنه ، وكان شاعرا.
قرأت في كتاب الفتوح (٢) تأليف أبي محمد أحمد بن أعثم الكوفي في قصة أهل النهروان قال : وتقدم رجل من الشراة يقال له الأخنس بن العيزار الطائي حتى وقف بين الجمعين ، وكان من أشد فرسان الخوارج ، وكان ممن شهد صفين فقاتل فيها ، فلما كان ذلك اليوم تقدم بين الجمعين وأنشأ يقول :
__________________
(١) ليست في ديوانه ـ ط. حمص ١٩٦٠.
(٢) حققت هذا الكتاب وهو قيد الطباعة في بيروت.