عن يحيى بن أيوب عن عبيد الله بن زحر عن سعد بن مسعود قال : قيل للأحنف ابن قيس ، وكان سيد قومه ، ألا يضرب عليك سرادق؟ قال : ما سمعت بالسرادق إلّا في النار ، والله لا يضرب على سرادق أبدا ، قال : فما كان بيته الّا خص من قصب ، حتى لقي الله عز وجل.
وقال : حدثنا عبد الله قال : حدثنا أبو عمرو الأزدي نصر بن علي قال : حدثنا نوح بن قيس قال : حدثنا عون العقيلي أن رجلا قال للأحنف : ما يمنعك أن تتخذ سرادقا؟ قال : لأني سمعت ربي يقول : (ناراً أَحاطَ بِهِمْ سُرادِقُها)(١).
وقال : حدثنا عبد الله قال : حدثنا أبي قال : حدثنا سليمان بن حرب قال : حدثنا حماد بن سلمة عن يونس عن الحسن رحمه الله قال : قدم الأحنف بن قيس من سفر وقد غيروا سقف بيته أو قد حمروا السفاسق (٢) وخضروها ، فقالوا له : ما ترى الى سقف بيتك؟ قال : معذرة اليكم اني لم أره ، لا أدخله حنى تغيروه.
أخبرنا أبو هاشم عبد المطلب بن الفضل الهاشمي قال : أخبرنا قتيبة بن سعيد ابن الفضل بن (١٧١ ـ و) محمد العراقي ، وأبو شجاع عمر بن أبي الحسن البسطامي ، والشيخ أبو طاهر محمد بن أبي بكر السنجي قالوا : أخبرنا أبو الفضل العباس بن أحمد بن محمد الشقاني ـ قال أبو بكر : قراءة عليه ، وقالا : إجازة إن لم يكن سماعا ـ قال : أخبرنا أبو عبد الله محمد بن إبراهيم بن محمد بن يحيى بن سختويه قال : أخبرنا أبو محمد يحيى بن منصور القاضي قال : حدثنا أبو رجاء محمد بن أحمد القاضي قال : حدثنا الرياشي العباس بن الفضل قال : حدثنا الأصمعي عن نافع بن أبي نعيم قال : قيل للأحنف بن قيس : من أين أتيت ما أتيت في الحلم والوقار؟ فقال : لكلمات سمعتهن من عمر بن الخطاب ، سمعت عمرا يقول : يا أحنف من فرح استخف به ، ومن ضحك قلت هيبته ، ومن أكثر من شيء عرف به ، ومن كثر كلامه كثر سقطه ، ومن كثر سقطه قل حياؤه ، ومن قل حياؤه قل ورعه ، ومن قل ورعه مات قلبه.
أخبرنا أبو القاسم عبد الله بن الحسين الأنصاري قال : أخبرنا أبو الحسين
__________________
(١) سورة الكهف ـ الآية : ٢٩.
(٢) ما بين أطراف السقف. انظر القاموس.