شاه ، وكان والي القلعة (١٦٦ ـ و) ورد ، وعنده الامير أبو الحسن بن منقذ وجماعة من الخواص ، فلما أحسوا بذلك استدعوا بسابق بن محمود من البلد الى القلعة ، ونادوا بشعاره ، وأشاروا عليه باطلاق أحمد شاه ، فأطلقه في الحال وخلع عليه ، ونزل أحمد شاه الى العسكر بالحاضر ، فسكن النائرة وأخمد الفتنة ، فكان سابق بن محمود بعد ذلك يعين الاتراك ويقربهم ويحسن اليهم ، ويقدمهم على أهله بني كلاب وينصرهم عليهم.
قرأت بخط أبي غالب عبد الواحد بن مسعود بن الحصين : استولى على البلد ـ يعني حلب ـ أحمد شاه التركي ، وفي كفالته سابق بن محمود بن نصر.
وقرأت بخط منصور بن تميم بن الزنكل السرميني أنه لما ملك سابق اجتمعت بنو كلاب الى أخيه وثاب ، وعولوا على معونته عليه وأخذ حلب له من أخيه سابق ، فلما تحقق سابق ذلك استدعى أحمد شاه أمير الأتراك ـ وكانوا ألف فارس ـ وشاوره ، فأنفذ أحمد شاه الى رجل من الأتراك يعرف بمحمد بن دملاج ، وكان نازلا في طريق بلد الروم في خمسمائة فارس ، وضمن له مالا كثيرا ، فوصله محمد ابن دملاج في يوم الأربعاء مستهل ذي القعدة من سنة ثمان وستين ، وتحالفوا وخرجوا الى بني كلاب المجتمعين مع وثاب في غداة يوم الخميس مستهل ذي الحجة من سنة ثمان وستين وأربعمائة ، وكان بنو كلاب في جمع عظيم ما اجتمعوا قط في مثله ، يقال إنهم كانوا يقاربون سبعين ألف فارس (١٦٦ ـ ظ) وراجل ، فعند معاينتهم الأتراك انهزموا من غير قتال ، وخلفوا حللهم وكلما كانوا يملكونه ، وأهاليهم وأولادهم.
فغنم أحمد شاه وأصحابه ومحمد بن دملاج وأصحابه كلما كان لبني كلاب ، فيقال إنهم أخذوا لهم مائة ألف جمل ، وأربعمائة ألف شاة ، وسبوا من حرمهم الحرائر جماعة كثيرة ، ومن امائهم أكثر ، وكلما كان في بيوتهم ، وعفوا عن قتل عبيدهم المقاتلة ، وكانوا يزيدون عن عشرة آلاف عبد مقاتل ، ولم يقتلوا أحدا منهم وكان الذي غنمه الغزّ من العرب في ذلك اليوم ما لا يحصى كثرة.
وبعد انهزام العرب بثلاثة عشر يوما دعا محمد بن دملاج التركي أحمد شاه ،