بسم الله الرحمن الرحيم
|
وبه توفيقي |
أحمد بن يوسف بن الحسين أبو العباس الكواشي :
وكواشا قلعة حصينة من قلاع الموصل ، رجل من الصالحين الأخيار ، والأولياء الأبرار ، عالم فاضل ، فقيه كامل ، عارف بالنحو والتفسير ، وسمع الحديث اليسير.
وحدث عن شيخنا أبي الحسن علي بن محمد بن عبد الكريم المعروف بابن الأثير ، وقرأ النحو على والده يوسف ، وشيخنا أبي الحرم مكي بن ريان الماكسيني ، وقدم علينا حلب ، وأقام بالمسجد المنسوب إلينا ، واجتمعت به ولم أسمع منه شيئا لنزول سنده ، وعاد من حلب الى الموصل ، وانقطع الى الله في دويرة الصوفية بالجامع العتيق ، لزم العبادة بها ، وصنف للقرآن تفسيرين مطولا ومختصرا ، وقفت على المختصر منهما ، وهو حسن مفيد.
وقدمت الموصل رسولا وزرته بالدويرة المذكورة ، وجددت العهد برؤيته ، وطلبت أن أسمع منه حديثا فلم يكن عنده شيء من أصوله ، فذكر لي حديثا من حفظه ، رواه عن شيخنا ابن الأثير من كتاب الترمذي باسناده الى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وذكره مقطوعا ، وأجاز لي ولو لديّ رواية جميع ما يروى عنه ؛ ثم قدمت الموصل مرة أخرى في شهور سنة ثلاث وخمسين وستمائة ، وجددت العهد بزيارته ، والتبرك به ، فاجتمعت به بالجامع العتيق بعد صلاة الجمعة وقد أضر ، ووجدت بين (١٤٣ ـ و) يديه على سجادته منديلا قد وضعه وهو يسجد عليه ،