أحمد بن يوسف بن أيوب بن شاذي بن مروان :
أبو العباس (١٤٠ ـ و) الملقب بالملك المحسن يمين الدين بن الملك الناصر صلاح الدين رحمهما الله ، وأمه أم ولد.
أخبرني أن مولده في شهر ربيع الآخر سنة سبع وسبعين وخمسمائة بدمشق ، وذكر العضد مرهف بن أسامة في تعليق له ، ونقلته من خطه ، أن مولده بمصر.
ونقلت من خط أبي المحامد القوصي ، وذكره وقال : ومولده بالقاهرة المعزية في شهور سنة سبع وسبعين وخمسمائة ، قال : أخبرنا بذلك شيخنا الوزير ، ذو البلاغتين ، عماد الدين الأصبهاني الكاتب.
اشتغل الملك المحسن بالعلم ، وخرج عن لبس الأجناد ، وتزيا بزي أهل العلم ، واشتغل بالحديث وسماعه ، والاستكثار منه ، وتحصيل الأصول الحسنة بخطوط المشايخ ، وسمع بالديار المصرية أبا القاسم البوصيري ، وأبا عبد الله محمد بن حمد ابن حامد الأرتاحي وغيرهما ، وسمع بدمشق أبا عبد الله محمد بن علي بن محمد بن الحسن الحرّاني ، وشيوخنا : أبا اليمن الكندي ، وأبا القاسم بن الحرستاني وأبا القاسم العطار ، وداود بن ملاعب ، وغيرهم ، وسير الى بغداد وحمل منها أبا الحفص بن طبرزد ، وحنبل بن عبد الله المكبّر ، وسمع منهما عامة حديثهما ، وأفاد الناس بالشام حديثهما.
ثم قدم علينا حلب وافدا الى أخيه الملك الظاهر رحمه الله ، فأكرمه وأحسن إليه ، وملكه قرية من بلد حلب يقال لها قذاران ، وهي التي ذكرها امرؤ القيس في قصيدته الرائية ، وسمع بحلب من شيخنا افتخار الدين (١٤٠ ـ ظ) أبي هاشم عبد المطلب بن الفضل الهاشمي ، وشيخنا أبي بكر بن روزبه البغدادي.
وحج الى مكة مرتين فسمع بمكة أبا الفرج يحيى بن ياقوت بن عبد الله الفراش نزيل مكة ، وبالمدينة أبا محمد عبد الرحيم بن المفرج بن علي بن مسلمة ؛ وعاد في الحجة الثانية على طريق بغداد ، فسمع بها من جماعة من الشيوخ الذين أدركهم.