مكملا ، فاضلا ، شاعرا ، حسن الأخلاق ، طيب المعاشرة ، وكان متمولا وله أملاك كبيرة بسنجار ، ووجاهة عظيمة ، فتغير عليه قطب الدين بن عماد الدين مولاه وقبض عليه وعذبه بالجوع والعطش ، وأخذ جميع ماله وحبسه حتى مات.
وكان قد قدم علينا حلب قبل ذلك في أيام الملك الظاهر ، وأقام بها مدة وسكن بدرب العدول (١) ، ثم عاد الى سنجار.
روى لنا عنه أبو المجاهد اسماعيل بن حامد القوصي ، وأبو الحسن علي بن الحسين بن علي بن دبابة الحنفي السنجاري ، وأخبرني ابن دبابة أن أحمد بن يرنقش كان في صدر عمره مسرفا على نفسه ، وأنه أقلع ، وتاب توبة حسنة. قال : وكان يصوم الهواجر (٢) ، ويقوم الليل. (١٣١ ـ و).
أنشدني أبو الحسن علي بن الحسين بن علي بن دبابة السنجاري بها قال : أنشدني ناصر الدين أحمد بن مجاهد الدين يرنقش بن عبد الله العمادي لنفسه.
مشيب الرأس حين بدا |
|
يقول دنا الذي بعدا |
فقم بادر إلى عمل |
|
يسرك أن تراه غدا |
فيومك ذا إذا ما فا |
|
ت ليس بعائد أبدا |
وأنشدني أبو الحسن بن دبابة قال : أنشدني أحمد بن يرنقش لنفسه :
تقول وقد ودعتها ودموعها |
|
على نحرها من خشية البين تلتقي |
مضى أكثر العمر الذي كان نافعا |
|
رويدك فاعمل صالحا في الذي بقي |
أنشدنا أبو المحامد القوصي قال : أنشدني الأمير ناصر الدين أبو العباس أحمد ابن الأمير مجاهد الدين يرنقش أستاذ دار الملك المنصور قطب الدين صاحب سنجار رحمه الله ، وذلك حين مقدمي الى سنجار رسولا عن الملك العادل رحمه الله في
__________________
(١) انظر الاعلاق الخطيرة ـ قسم حلب : ١٣٢ ، ١٤٦.
(٢) الهاجرة : نصف النهار عند زوال الشمس مع الظهر ، أو من زوالها الى العصر لان الناس يستكنون في بيوتهم كأنهم قد تهاجروا ، وشدة الحر. القاموس.