الخميس العاشر من شهر ربيع الآخر سنة أربعين وأربعمائة. ولله على ذلك الحمد وخالص الشكر.
أحمد بن يحيى بن سند :
أبو العباس ، شاعر كان بمعرّة النعمان ، وقفت على أبيات من شعره في مراثي بني المهذب المعريين ، يرثي بها أبا عبد الله الحسين بن اسماعيل بن جعفر بن علي المهذب وهي قوله :
فؤاد عراه حزنه فتصدعا |
|
وقلب براه وجده فتقطعا |
(١٢١ ـ و)
ونائبة عمّ البريّة خطبها |
|
فلم تلق إلا موجعا أو مفجعا |
لفقد حسين قرة العين والذي |
|
أتته المنايا بغتتة حين أيفعا |
أأنساه بين الأهل ملقى وكلهم |
|
لفقدانه يبدي أسى وتوجعا |
وقد سألوه كيف أنت فلم يحر |
|
جوابا وأضحى بالبنان مودعا |
فيا سيدا أودى بصبري مصابه |
|
لقد خانك الدهر الخؤون فأسرعا |
ولو كان بالانصاف يحكم لم يكن |
|
عجيبا بأن تبقى لنا وتمتّعا |
فبالرغم مني يا حسين تحكمت |
|
بجسمك أيدي الدهر حتى تضعضعا |
وبالرغم مني أن توسّد مفردا |
|
ويصبح بعد الأنس بيتك بلقعا |
وبالود مني لو صحبتك في الثرى |
|
وصيرت من حزني بقربك مضجعا |
وفاضت دما عيني عليك فإنني |
|
لأعذل أجفاني إذا فضن أدمعا |
وقرأت في هذا الجزء له أبياتا يرثي بها أبا الحسن المهذب بن علي بن المهذب ، وتوفي سنة تسع وعشرين وأربعمائة :
دنياك هذي بالأنام تقلب |
|
وصروفها فيهم تجيء وتذهب |
والدهر فيهم قد أجدّوا كلهم |
|
يلهو عن الدهر المجد ويلعب |
لم ينج من صرف الردى ذو نمرة |
|
غمر ولا فطن له يتهيّب |