وأخبرني أن مولده بحلب سنة اثنتين وأربعين وخمسمائة.
قال لي عمي أبو غانم : مما أذكره لك من فضل والدك أنني كنت مجاورا بمكة وبها الشيخ ربيع بن محمود المارديني ، فقال لي في بعض الايام : يا أخي قد ألهمني الله تعالى أن أمضي كل ليلة ، أو قال : كل يوم ، إلى الملتزم ، وأدعو الله تعالى أن يخلص أخاك أبا الحسن من القضاء ، فقدر الله تعالى أن استجاب من الشيخ ربيع ، وترك والدك القضاء ، وحج من عامه ذلك ، وجاء إلينا إلى مكة في الموسم.
ذكر لي عمي عندما توفي والدي في معرض عناية الله تعالى به حيث ألهم الشيخ ربيع بن محمود الدعاء له ، واستجيب له ، وكان الشيخ ربيع أحد الأولياء (١١١ ـ و) الظاهرة كرامتهم ، واجتمعت به بحلب ، ودعا لي في حياة والديّ رحمهما الله.
أخبرنا والدي أبو الحسن أحمد بن هبة الله بن محمد بن أبي جرادة قراءة عليه بحلب حرسها الله قال : أخبرنا أبو المظفر سعيد بن سهل بن محمد الفلكي إملاء بالمدرسة النوريه بحلب في يوم الأربعاء الحادي عشر من شوال سنة ثلاث وخمسين وخمسمائة قال : حدثنا الشيخ الزاهد أبو الحسن علي بن أحمد بن محمد بن أحمد ابن عبيد الله بن المديني إملاء بنيسابور قال : أخبرنا القاضي الجليل أبو بكر أحمد بن الحسن بن أحمد الحيري قال : أخبرنا حاجب بن أحمد الطوسي قال : أخبرنا عبد الرحيم بن منيب المروزي قال : حدثنا يزيد بن هرون قال : أخبرنا حميد عن أنس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : «لا عليكم أن لا تعجبوا بأحد حتى تنظروا بم يختم له فإن العامل يعمل زمانا من عمره أو برهة من دهره بعمل صالح لو مات عليه لدخل الجنة ، ثم يتحول فيعمل عملا سيئا ، وإن العامل ليعمل زمانا من عمره بعمل سيء لو مات عليه لدخل النار ، ثم يتحول فيعمل عملا صالحا ، فإذا أراد الله بعبد خيرا استعمله قبل موته» قالوا : يا رسول الله وكيف يستعمله قبل موته؟قال : «يوفقه لعمل صالح ثم يقبضه عليه» (١). (١١١ ـ ظ).
توفي والدي رحمه الله ليلة الجمعة لثلاث بقين من شعبان سنة ثلاث عشرة وستمائة بمرض التراقي ، وهو طلوع ظهر في ظهره بين كتفيه على محاذاة القلب ،
__________________
(١) انظره في كنز العمال : ١ / ٥٨٩.