بسم الله الرحمن الرحيم
|
وبه توفيقي |
نقلت من كتاب «الربيع» (١) تأليف غرس النعمة أبي الحسن محمد بن هلال ابن المحسن بن ابراهيم بن هلال المعروف بابن الصابئ ، وأنبأنا به أبو الحسن بن أبي عبد الله بن المقير عن أبي الفتح محمد بن عبد الباقي بن البطي قال : أنبأنا أبو عبد الله الحميدي قال : أخبرنا غرس النعمة أبو الحسن ، قال : وحدثني الوزير فخر الدولة أبو نصر قال : حدثني نصر الدولة أبو نصر بن مروان صاحب آمد وميافارقين وتلك الثغور ، وكان ناظرا له (٢) إلى حين وفاته ، قال : كان بعض متقدمي الأكراد معي على الطبق فأخذت حجلة مشوية مما كان بين يدي فأعطيته إياها ، فأخذها وضحك فقلت : مم تضحك؟ فقال : خير فظننت أنه قد عاب علي ذلك فألححت عليه ودافع عن الجواب حتى رفعت يدي وقلت لا آكل شيئا حتى تعرفني سبب ضحكك ما هو ، فقال : شيء ذكرتنيه الحجلة وذاك أنني كنت أيام الشباب والجهالة قد أخذت بعض التجار في طريق وما كان معه من المتاع وقربته الى لحف جبل ، فأردت قتله خوفا على نفسي منه وأن يعرفني من بعد ويطالبني ويعرضني للقبيح وتعترضني ، فقال : يا هذا قد أخذت مالي وأفقرتني وأولادي فدعني أرجع الى عيلتي فأكد عليهم ولا تحرمهم مالي ونفسي وبكى وسألني وتضرع إليّ ، فلم أرق له شرها (٦٣ ـ و) الى ما كان معه ، فلما أيس من الحياة التفت الى حجلتين
__________________
(١) لم يصلنا هذا الكتاب.
(٢) وزر فخر الدولة لنصر الدولة ثم ذهب الى بغداد حيث عمل وزيرا للخليفة.
انظر كتابي مدخل الى تاريخ الحروب الصليبية : ١٩٣ ـ ١٩٥.