هؤلاء ملائكة قد نزلوا من السماء لنصرة الاسلام ، وقيل للباب الآخر هذا الباب الاخر باب رحمة له سنين لم يفتح ، وقد فتح الآن لتنزل منه الرحمة على الناس.
أخبرني أبو العباس بن عبد الواحد قال : أخبرني شخص من كبار الصالحين يعرف بعمر بن الزغب أنه كان مجاورا بالمدينة المقدسة ، وأنه خرج في بعض السنين في يوم عاشوراء الذي تجتمع الإمامية فيه لقراءة المصرع الى قبة العباس ، فسأل شيئا في محبة أبي بكر الصديق رضي الله عنه كما جرت عادة السؤال ، فقال له رجل شيخ من الحاضرين : اجلس حتى تفرغ ، فلما فرغوا أخذه الى داره وسلط عبدين له عليه ، فكتفاه وأوجعاه ضربا ، ثم قطع لسانه ، وقال : اخرج الى الذي طلبت لأجله ليرد عليك لسانك ، فجاء وهو مقطوع اللسان تجاه الحجرة المقدسة يستغيث ويقول : يا رسول الله تعلم ما قد جرى عليّ في محبة صاحبك ، فإن كان صاحبك (٢٤٤ ظ) على حق أحب أن يرجع الي لساني ، فإن لم يرجع الى لساني وإلا شككت في ايماني ، قال : فبينما هو في أثناء الليل إذ استيقظ فوجد لسانه في فيه كما كان قبل قطعه ، ثم عاد في مثل ذلك اليوم في العام المقبل الى القبة المذكورة ، وقام وقال : أريد في محبة أبي بكر الصديق دينارا مصريا ، فقال له حدث من الحاضرين اقعد حتى تفرغ ، فلما فرغوا أتى به ذلك الحدث الى تلك الدار التي قطع فيها لسانه فأدخله إليها وأجلسه في مكان مفروش وأحضر له طبق طعام وواكله واستزاده في الأكل حتى اكتفى ، ثم رفع الطعام وفتح بيتا ، وجعل الفتى يبكي ، فقام عمر المذكور لينظر سبب بكائه ، فرأى قردا مربوطا عنده وهو ينظر إليه ويبكي ، فسأله عن ذلك ، فازداد بكاؤه وارتفع نحيبه ، ثم سكنه حتى سكن ، وسأله عن ذلك القرد ما هو ، فقال لي : إن حلفت لي أنك لا تحكي هذه الحكاية في المدينة المقدسة أخبرتك ، فحلف له بما استحلفه أنه لا يخبر بها أحد في المدينة النبوية ، فقال له : اعلم أنه أتانا شخص في العام الماضي وطلب شيئا في قبة العباس التي أتيت إلينا العام فيها ، وسأل شيئا في محبة أبي بكر الصديق وكان والدي من فقهاء الإمامية وعلماء الشيعة ممن يرجع الى فتياه وقوله في