أحمد بن عبد الرحمن ، وجلس أخوه للعامة مجالس ، وذلك سنة تسع عشرة وخمسمائة ، وروى حديثا عن محمد بن عبد الرحمن ، أخي صاحب الترجمة ، عن أبي نصر هبة الله بن عبد الجبار السجزي.
أنبأنا أبو البركات بن محمد بن الحسن قال : أخبرنا علي بن الحسن الحافظ قال : أخرج أبو بكر العلوي من دمشق في ذي الحجة سنة سبع وأربعين وخمسمائة وسار إلى ناحية ديار الملك مسعود بن سليمان (١) ، وانقطع خبره عنا بعد ذلك ، وكان غير مرضي الطريقة.
أحمد بن عبد الرحمن بن عبد الله :
أبو العباس المقدسي الصوفي ، قيم المسجد الاقصى ، كان رجلا صالحا ورعا فاضلا ، حسن السمت ، من أهل الحديث والتصوف ، سمع الحديث الكثير بدمشق من شيوخنا أبي اليمن الكندي ، وأبي القاسم بن الحرستاني وغيرهما ، وبحماه من أبي البركات بن قرناص ، وببيت المقدس من أبي منصور عبد الرحمن بن محمد وكان يلازم السماع بقراءتي في المسجد الاقصى من الشيخ أبي علي الاوقي ، وأقام بالبيت المقدس قيما بالمسجد الأقصى إلى أن خربت أسوار البيت المقدس ، وشعثت دوره خوفا من استيلاء الفرنج عليه ، فانتقل إلى حلب وسكنها ونزل بخانكاه سنقرجا بالقرب من القلعة (٢) ، كتب عنه بعض طلبة الحديث شيئا منه ، وتوفي بحلب يوم الجمعة سلخ جمادي الاولى من سنة تسع وثلاثين وستمائة ، وصلي عليه بالمسجد الجامع ، ودفن بمقابر مقام ابراهيم عليه السلام خارج باب العراق ، تجاه المشهد المعروف بالمقام من غربيه وشماليه ، وحضرت دفنه والصلاة عليه رحمه الله.
__________________
(١) أي الى أسية الصغرى حيث دولة سلاجقة الروم. انظر مختصر تاريخ ابن عساكر : ٣ / ١٥٠.
(٢) انظر الاعلاق الخطيرة لابن شداد قسم حلب : ٩٤.