الى ناحية حلب فأوقعوا بأبي الاغر خليفة بن المارك (١) بوادي بطنان ، وقتلوا خلقا عظيما ، وانتهبوا عسكره ، وأفلت أبو الأغر في ألف رجل لا غير ، فدخل الى حلب ، ووصلوا خلفه الى حلب ، فأقاموا عليها على سبيل المحاصرة ، وتسرع أهل حلب في يوم الجمعة سلخ شهر رمضان من سنة تسعين ومائتين ، وطلبوا الخروج لقتالهم فمنعوا من ذلك ، فكسروا قفل باب المدينة ، وخرجوا الى (١٨٨ ـ ظ) القرامطة فتحاربوا ، ونصر الله الرعية من أهل حلب عليهم ، وقتل من القرامطة جماعة كبيرة ، وخرجوا يوم السبت يوم عيد الفطر مع أبي الأغر الى مصلى العيد ، وعيد المسلمون وخطب الخطيب على العادة ، ودخل الرعية الى مدينة حلب في أمن وسلامة ، وأشرف أبو الأغر على عسكر القرامطة فلم يخرج اليه أحد منهم ، فلما يئسوا من فرصة ينتهزونها من حلب ساروا ومضوا الى صاحب الخال.
ولما انتهى الى المكتفي بالله هذه الامور خرج نحوه ، وجهز اليه عسكرا قويا في المحرم سنة احدى وتسعين ومائتين ، فقتل من أصحاب القرمطي خلق كثير ، وانهزم نحو الكوفة ، فقبض بالدالية من سقي الفرات ، وحمل الى الرقة الى المكتفي بالله.
فحمل الى بغداد ، وشهر وطيف به على جمل ، وقيل على فيل ، ثم بنيت له دكة فقتل عليها هو وأصحابه في شهر ربيع الاول من سنة احدى وتسعين ومائتين.
وكثير مما يقع الاختلاف في اسمه ونسبه ، واسم أخيه الذي قبله علي بن عبد الله ، وبعضهم يسمي أخاه محمد بن عبد الله بن يحيى ، والصحيح أن الذي ثبت عليه في اسمه ونسبه : أبو العباس أحمد بن عبد الله ، وهو دعي.
وانما سموا القرامطة ، زعموا أنهم يدعون الى محمد بن اسماعيل بن جعفر
__________________
(١) سترد فيما ترجمة أبي الاغر ، هذا وذكر الطبري في حوادث سنة ٢٩٠ ه ص ٢٢٢٢ من ط. ليدن : ولثلاث عشرة بقيت من ربيع الاخر خلع علي أبي الاغر ، ووجه لحرب القرمطي بناحية الشام ، فمضى الى حلب في عشرة الاف رجل.