برأسه إلى أحمد ، فقال أحمد : أما إني كنت أحب لك غير هذا فأبيت ، فأنا بريء من دمك ، وقد كان بينهما قبل ذلك مرافقة ومصادقة ، وكان ابن طولون راضيا منه بإقامة الدعوة له فأبى ، وكان آخر قوله له : لأن يلعب الصبيان (١٢٨ ـ و) برأسي يا أحمد آثر عندي من أن تلعب أنت به.
واستولى أحمد بن طولون على الشام جميعه ، وجبى أمواله ، ولم يحمل شيئا إلى المعتمد ، وقطع السبيل عن بغداد ، وحال بين التجار وبين النفوذ من مصر والشام إلى بغداد ، ووكل بالطرق ، ومنع من في ناحيته أن يكاتبوا أحدا من أهل الأمصار ، ومنع حمل مال الخراج بمصر والشام وقنسرين والعواصم ، ولعن ابن طولون على منابر بغداد ومكة.
وولى أحمد بن طولون حلب غلامه لؤلؤ ، وكاتبه أبو أحمد الموفق حتى عاث على مولاه ، وجبى الخراج لنفسه ، ومضى إلى أبي أحمد الموفق على ما نذكره في ترجمة لؤلؤ إن شاء الله.
وكان أحمد بن طولون من موالي بني العباس وقوادهم ، وأولي النجدة والبأس والشجاعة ، وله معروف كثير ، بنى بمصر الجامع المعروف به ، وبنى مصانع كثيرة ومرافق للمسلمين.
ونقلت من خط صالح بن إبراهيم بن رشيدين المصري في مجموعة : ولد أبو العباس أحمد بن طولون في سنة اثنتي عشرة ومائتين ، ومات في ذي القعدة سنة سبعين ومائتين.
وقرأت في كتاب أبي القاسم يحيى بن علي الحضرمي الذي ذيل به تاريخ أبي سعيد بن يونس ، قال في ذكر الغرباء ممن دخل مصر : أحمد بن طولون ، يكنى أبا العباس ، قدم واليا على مصر ، حكي عنه حكايات ، قال لي ابن رشيق : قال لي عدنان بن أحمد بن طولون : (١٢٨ ـ ظ) دخل والدنا أحمد بن طولون رحمه