السلام ، وسوى الخبيص في الجام بالملعقة التي في يده حتى استوى وانبسط في الجام كما كان ، ثم أمر برفعه ، ثم قال لي : يا إسماعيل ، قلت : لبيك يا أمير المؤمنين ، قال : ما على إمام المسلمين إذا عف عن أموالهم ، ما أكل من شيء؟ قلت : لا شيء عليه يا أمير المؤمنين ولا حرج ، بل نعمة يديمها الله ، ويسعده بها ، وكان بين يديه خادم وضيء الوجه جدا ، فجعلت أنظر إليه وألحظه ، فرآني المعتضد فقال : يا إسماعيل ، قلت : لبيك يا أمير المؤمنين ، قال : ما حللت سراويلي على حرام قط ، ولا يسألني الله عنه ، قلت : الحمد لله يا أمير المؤمنين ، فأحدّث بهذا عنك؟ قال : نعم ، حدّث به عني ما أحببت.
أخبرنا أبو محمد عبد الرحمن بن عبد الله بن علوان الأسدي قال : أخبرنا أبو عبد الرحمن محمد بن محمد بن عبد الرحمن الكشمهني قال : أخبرنا أبو بكر محمد بن منصور بن محمد السمعاني قال : أخبرنا أبو محمد عبد الله بن علي ، ح.
وأخبرنا أبو اليمن الكندي ـ إذنا ـ قال : أخبرنا أبو منصور بن محمد قالا : أخبرنا أبو بكر أحمد بن علي الحافظ قال : أخبرنا التنوخي قال : أخبرني أبي قال : حدثني أبي قال : سمعت القاضي أبا عمر محمد بن يوسف يقول : قدّم خادم من وجوه خدم المعتضد إلى أبي في الحكم فجاء فارتفع في المجلس ، فأمره الحاجب بموازاة خصمه ، فلم يفعل إدلالا بعظيم محلة من الدولة ، فصاح أبي عليه وقال : قفاه ، أتؤمر بموازاة خصمك فتمتنع! يا غلام ، عمرو بن أبي عمرو النخاس الساعة ، لأتقدم إليه ببيع هذا العبد ، وحمل ثمنه إلى أمير المؤمنين ، ثم قال لحاجبه : خذ بيده وسوّ بينه وبين خصمه فأخذ كرها وأجلس مع خصمه ، فلما انقضى الحكم انصرف الخادم فحدّث المعتضد بالحديث وبكى بين يديه ، فصاح عليه المعتضد وقال : (١١٩ ـ ظ) لو باعك لأجزت بيعه ، وما رددتك إلى