وورد بغداد قديما ، وجالس بها الحفاظ ، وجرى بينه وبين أبي عبد الله أحمد بن حنبل مذاكرات ، وكان أبو عبد الله يذكره ويثني عليه ، وقيل إن كل واحد منهما كتب عن صاحبه في المذاكرة ـ حدثنا ـ.
ثم رجع أحمد الى مصر فأقام بها ، وانتشر عند أهلها علمه ، وحدث عنه الأئمة منهم : محمد بن يحيى الذهلي ، ومحمد بن اسماعيل البخاري ، ويعقوب ابن سفيان (١١٠ ـ و) الفسوي ، وأبو زرعة الدمشقي ، وأبو اسماعيل الترمذي ، وأبو داود السجستاني ، وابنه أبو بكر وصالح جزره ؛ ومن الشيوخ المتقدمين : محمد بن عبد الله بن نمير ، ومحمود بن عيلان وغيرهما (١).
أنبأنا تاج الأمناء أبو المفضل أحمد بن محمد بن الحسن قال : أخبرنا أبو القاسم علي بن الحسن بن هبة الله الشافعي قال : أخبرنا أبو عبد الله الحلال قال : أخبرنا أبو القاسم بن مندة قال : أخبرنا أبو طاهر بن سلمة قال : أخبرنا أبو الحسن الفأفاء ، ح.
قال الحلّال : وأخبرنا ابن مندة قال : أخبرنا حمد بن عبد الله الأصبهاني ـ إجازة ـ قالا : أخبرنا عبد الرحمن بن أبي حاتم قال : أحمد بن صالح المصري ، أبو جعفر ، روى عن ابن عيينة ، وابن وهب ، وعبد الرزاق ، سمعت أبي وأبا زرعة يقولان ذلك.
قال : وسمعت أبي يقول : كتبت عنه بمصر ، ودمشق ، وأنطاكية (٢).
وقال ابن أبي حاتم : حدثنا علي بن الحسين بن الجنيد قال : سمعت محمد
__________________
(١) تاريخ بغداد : ٤ / ١٩٥ ـ ١٩٦.
(٢) مختصر تاريخ دمشق لابن منظور : ٣ / ١٠٦ ـ ١٠٧.