في طلب العلم والحديث الى البلاد ، ودخل حلب ودمشق وغيرهما ، وعاد الى بغداد فتوفي بالحربية في جمادي من سنة ستمائة (٩٥ ـ و) ودفن بمقبرة أحمد رضي الله عنهما.
أنبأنا الحافظ أبو محمد عبد العظيم بن عبد القوي قال في كتاب التكلمة لوفيات النقلة ، في ذكر من مات في سنة احدى وستمائة : وفي ليلة العاشر من صفر توفي الشيخ المفيد أبو العباس أحمد بن سلمان بن أبي شريك البغدادي الحربي المقرئ المعروف بالسكر ببغداد ، ودفن من الغد بباب حرب ، ومولده سنة تسع وثلاثين أو سنة أربعين وخمسمائة.
قرأ القرآن الكريم ببغداد بالقراءات الكثيرة على أبي الفضل أحمد بن محمد شنيف ، وأبي محمد يعقوب بن يوسف المقرئ ، وبواسط على القاضي أبي الفتح نصر الله بن علي بن الكيال وأبي بكر عبد الله بن منصور بن الباقلاني ، وسمع الكثير من أبي القاسم سعيد بن أحمد بن البناء وأبي الفتح محمد بن عبد الباقي ابن أحمد ، وأبي السعادات ظافر بن معاوية الحراني ، وخلق كثير ، وسمع بمكة شرفها الله تعالى ، وبدمشق والقدس وغيرها.
وأقرأ وحدث ببغداد والشام ، وكان مفيدا لاصحاب الحديث ، كثير الخير ، كثير التلاوة للقرآن الكريم ، كثير القيام به ، ويكرر قيامه به في ركعة أو ركعتين.
وعرف بالسكر لان أباه كان وهو صغير يحبه محبة كبيرة ، واذا أقبل عليه وهو بين جملته أخذه وضمه اليه وقبله ، وكان قوم يلومونه على افراط محبته له ، فيقول : انه أحلى في قلبي من السكر ، وتكرر ذلك منه ، فلقب بالسكر وغلب عليه حتى كان لا يعرف إلا به. (١).
__________________
(١) التكملة لوفيات النقلة ط. بغداد ١٩٧١ : ٣ / ٨٠ ـ ٨٢.