أنبأنا أبو محمد عبد القادر بن عبد الله الرهاوي قال : أخبرنا أبو الفضل عبد الله بن أحمد بن محمد الخطيب قال : أخبرنا أحمد بن عبد القادر بن محمد بن يوسف قال : أخبرنا عبد العزيز بن علي الآزجي قال : حدثنا علي بن عبد الله بن الحسن بن جهضم قال : حدثنا عثمان بن الحسين قال : حدثنا أبو القاسم الحربي الحذّاء قال : حدثني أبو إبراهيم الزهري قال : كنت جائيا من المصيصة فمررت باللكام ، فأحببت أن أراهم (١) ، فقصدتهم ، ووافيت صلاة الظهر ، قال : وأحسبه رآني منهم إنسان عرفني ، فقلت له : فيكم رجل تدلوني عليه؟ فقالوا : هذا الشيخ الذي يصلي بنا ، فحضرت معهم صلاة الظهر والعصر ، فقال له ذلك الرجل : هذا من ولد عبد الرحمن بن عوف ، وجدّه أبو أمه سعد بن معاذ ، قال : فبش بي وسلم عليّ كأنه كان يعرفني ، فقلت له : من أين تأكل؟ فقال : أنت مقيم عندنا؟ قلت : الليلة ، ثم جعل يحدثني ويؤانسني ، ثم جاء الى كهف فدخل ، وقعدت وأخرج قعبا فوضعه ، ثم جعل يحدثني حتى إذا (٨٩ ـ ظ) كادت أن تغرب ، اجتمع حواليه ظباء ، فاعتقل منها واحدة ، فحلبها حتى ملأ ذلك القدح ، ثم أرسلها ، فلما سقط القرص جئناه ، ثم قال : ما هو غير ما ترى.
أخبرنا أبو اليمن زيد بن الحسن فيما أذن لنا أن نرويه عنه قال : أخبرنا أبو منصور القزاز قال : أخبرنا أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت قال : أخبرنا أحمد بن عمر بن روح النهرواني قال : أخبرنا عبد الله بن عبد الرحمن الزهري قال : سمعت أبي يقول : مضى عمي أبو إبراهيم الزهري الى أحمد بن حنبل فسلم عليه ، فلما رآه وثب إليه ، وقام إليه قائما وأكرمه ، فلما أن مضى قال ابنه عبد الله : يا أبة ، أبو إبراهيم شاب ، وتعمل به هذا العمل ، وتقوم إليه؟! فقال له : يا بني لا تعارضني في مثل هذا ، ألا أقوم الى ابن عبد الرحمن بن عوف!
__________________
(١) يعني المنقطعين هناك للعبادة. انظر تاريخ بغداد : ٤ / ١٨٢. حيث الرواية أكثر تفصيلا.