هو البيين لا أشكو الصبابة لولاه |
|
........ |
قال : وكان أبو عبد الله يستجيدها ويعجب من قوله فيها في صفة الطبيب (١).
(٦٩ ـ و) قال : وسمعته يوما ينشد :
لا تخد عن الأماني بالمواعيد |
|
وكلفّ العزم رمي البيد بالبيد |
فالجد ما صافحت بالمدلجين بها |
|
أيدي النجائب هامات القراديد (٢) |
فقلت : لمن هذا؟ فقال : للخيشي يمدح بها نصر بن محمود (٣) يقول فيها :
صاحت بهام العدى والضرب يحرسهم |
|
نصر من الله يا نصر بن محمود |
نقلت من خط أبي المظفر أسامة بن مرشد بن علي منقذ ، وأخبرنا به أبو الحسن محمد بن أحمد ابن علي عنه ، إجازة ، قال : ومن شعراء الشام الأمير المهند أبو نصر أحمد بن عبيد الله الأسدي المعروف بالخيشي ، وهو شاعر مجيد عجيب الاسلوب ، طويل النفس ، يخرج من حسن الى حسن ، وكان يبسط لسانه بالهجو سرا ، ويترفع عنه ظاهرا ؛ فمن شعره يمدح ضياء الدولة أبا علي حسن بن منيع (٤) قصيدة أولها :
كم بين غيطل (٥) في الهوى ومعان |
|
من أربع أشتاقها ومغاني |
فارقتها والقلب في قرصاتها (٦) |
|
مستوطن فأنا البعيد الدّاني |
__________________
(١) كتب ابن العديم فوقها : كذا.
(٢) جمع قردة وقرد.
(٣) نصر بن محمود بن نصر بن صالح بن مرداس امير حلب (٣٦٦ ـ ٤٦٨ ه / ١٠٧٣ ـ ١١٠٧٦ م) انظر كتابي (بالانكليزية) امارة حلب : ١٨٦ ـ ١٨٨.
(٤) لعله الحسن بن منيع بن شبيب النميري أو ابن منيع بن مقلد الكلابي.
انظر زبدة الحلب : ١ / ٢٦٣ ، ٢٧٣.
(٥) الغيطل : السنور ، ومن الضحى : حيث تكون الشمس من مشرقها لهيئتها من مغربها وقت العصر ، ونعيم الدنيا ، والشجر الكثير الملتف. القاموس.
(٦) أي ساحاتها.