باب ما جاء في ذم أنطاكية
قيل إن أمير المؤمنين هرون الرشيد رحمة الله عليه كان ورد أنطاكية ، فاستطابها جدا ، وهمّ بالمقام فيها ، وكره ذلك أهلها ، فقال له شيخ منهم ، وصدفه عن الصورة : يا أمير المؤمنين ليست هذه من بلدانك ، قال : وكيف؟ قال : لأن الطيب الفاخر يتغير فيها حتى لا ينتفع به ، والسلاح يصدأ فيها ، ولو كان من قلع الهند ، فتركها ورحل عنها.
ويقال إن أنطاكية كثيرة الفأر ، وقد ذكر ذلك أبو عمرو القاسم بن أبي داود الطرسوسي في أرجوزة له ، فقال في ذكر أنطاكية :
والبق لا يدخلها ويتصل |
|
لكن بها فأر عظيم كالورل |
أنبأنا عبد المحسن بن عبد الله الخطيب عن أبي عبد الله الحسين بن نصر بن (٢٦ ـ و) خميس قال : أخبرنا أبو المعالي ثابت بن بندار بن إبراهيم البقال قال : أخبرنا أبو علي الحسن بن الحسين بن دوما النعالي قال : أخبرنا أبو علي محمد بن جعفر بن مخلد الباقر حي قال : حدثنا أبو محمد الحسن بن علوية القطان قال : حدثنا إسماعيل بن عيسى العطار قال : حدثنا إسحاق بن بشر أبو حذيفة عن ابن سمعان قال : بلغني عمن له علم بالعلم الأول أن كل رجل بعثه سمعون بعد عيسى إلى أناس أو بلدة أقام عندهم حتى مات في بلادهم ، واتبعوه ما خلا يحنى وتومان بعثا إلى أنطاكية فلم يجيبوهما ، وقتلوا من آمن بهما واتبعهما ، وعدوا عليهما ، وأرادوا قتلهما ، وقتلوا حبيب النجار ، فأخذهم الله بالصيحة ، وكانت أول مدينة أهلكها الله بعد عيسى أنطاكية.