غصرون (١) ، وهو منسوب الى إحدى الدارين اللتين ذكرهما أحمد بن الطّيّب.
قال ابن الطّيّب : وشرب أهل باب أربعين ، وأهل باب اليهود ، وأهل الأسواق من عيون تجري على وجه الأرض مقدار أربعة فراسخ في موضع هو أعلى من حلب ، ثم تجري على باب اليهود على وجه الأرض ، وتسقي بساتين الدور هناك سيحا ، ثم يكون ما وراء هذا الموضع من حلب أسفل منه فقد عدل بعبّارة بنتها الروم في الطريق ، يجري الماء عليها ، فهو في السوق ، وإنما بينه وبين باب أربعين ربع ميل على عشرة أذرع من الأرض.
قلت : يريد بالعيون المذكورة قناة حلب الآتية من حيلان ، وهي تسقي داخل باب الأربعين بستانا بطل ، وبني دورا ، وتسقي بستان اليهود بباب اليهود الذي هو وقف على الكنيسة.
قال : وقويق نهر يأخذ من واد على أربعة فراسخ من حلب مما يلي جبلا يتصل بوادي العسل.
قلت : وادي العسل غربي مدينة حلب ، ونهر قويق يأتي إلى حيلان ، ثم يجري في الوادي بين جبلين ، لا يتصل بوادي العسل. (١٤ ـ ظ).
وقال أبو إسحاق إبراهيم بن الحسن بن أبي الحسن الزيّات الفيلسوف في كتاب نزهة النفوس وأنس الجليس : ذكر مدينة حلب ، وهي في الإقليم الرابع قريبا من أنطاكية ، وبها ينزل الولاة العزام (٢) ، وهي عامرة ، أهلها كثير ، وبعدها عن خط المغرب ثلاثة وسبعون درجة ، وعن خط الاستواء خمسة (٣) وثلاثون درجة.
وقرأت في كتاب جغرافيا تأليف ابن حوقل النصيبي ، وهو كتاب حسن في
__________________
(١) ما تزال تعرف باسم المدرسة العصرونية ، انظر الآثار الاسلامية والتاريخية في حلب ، ٢٢٦ ـ ٢٢٨.
(٢) انظر القاموس مادة عزم.
(٣) كذا في الاصل والوجه خمس.