باب في ذكر ما بحلب وأعمالها من العجائب
والخواص والطلسمات والغرائب
حدثني والدي رحمه الله قال : لم يكن البق يوجد في مدينة حلب ولا يعهد منه شيء ، الى أن اتفق عمارة في بعض أسوارها ، ففتح فيها طاقة أفضت الى مغارة كانت مسدودة ، فخرج منها بق عظيم عند فتحها ، أظنها في ناحية قلعة الشريف ، فحدث البق فيها من ذلك اليوم.
قال : وقيل بأنه كان الانسان إذا أخرج يده من داخل السور الى خارجه سقط البق على يده ، فإذا أعادها الى داخل السور ارتفع.
وأخبرني الرئيس إبراهيم بن الفهم رئيس معرة النعمان قال : كان في معرة النعمان عمود فيه طلسم للبق ، قال : وذكر أهل المعرة أن الرجل كان يخرج يده وهو على سور المعرة الى خارج السور فيسقط عليها البق ، فإذا أعادها الى داخل السور زال عنها.
قال لي وأخبرني رجل من أهل المعرة يسمى محمدا قال : رأيت أسفل عمود في الدار التي كنت بها في معرة النعمان (١٨٩ ـ ظ) ففتحت موضعه لأستخرجه ، فانخرق الى مغارة ، فأنزلت إليها إنسانا ، أو قال نزل هو بنفسه ، ظنا أنه مطلب ، فوجدنا مغارة كبيرة ، ولم نجد فيها شيئا ، قال : ورأى فيها في الحائط صورة بقة ، قال : فمن ذلك اليوم كثر البق بمعرة النعمان